رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

مدينة السلطان هيثم

أيقونة المدن الذكية.. ونقلة نوعية فى التطوير العقارى بسلطنة عُمان

مدينه السلطان هيثم
مدينه السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان

هدية للشباب وإرث المستقبل تعبر عن مستقبل الإسكان وتُحاكى الحياة العصرية

 

مع الإعلان عن تفاصيل التنفيذيَّة لمشروع مدينة السُّلطان هيثم ومراحلها المختلفة والاتفاقيَّات التى تمَّ توقيعها لبدء التنفيذ، يتضح أن المدينة الجديدة ليست مجرَّد مدينة ذكيَّة تتَّسم بالنَّسق المتطوُّر، بل إنَّها نموذج لمستقبل التطوُّر الحضرى فى البلاد. فمدينة السُّلطان هيثم التى يبلغ مساحتها 14.8 مليون متر مربَّع وتستوعب 100 ألف نسمة وتضمُّ 19 حيًّا متكاملًا، وتنقسم مراحل البناء فيها إلى أربع مراحل تنفيذيَّة تمتدُّ من عام 2024م إلى عام 2045م، تُشكِّل منطلقًا تسعى الحكومة العُمانيَّة لتنفيذه فى المُدُن الكبرى، مِثل مسقط ونزوى وصلالة وصحار، حيث تسعى إلى إقامة، مِثل هذه المشروعات الاستراتيجيَّة العمرانيَّة التى تُركِّز على قاعدة اقتصاديَّة متنوِّعة بحيث تصبح مكانًا جاذبًا للسَّكن والعمل والزيارة.

إنَّ المدينة الوليدة تُعدُّ مدخلًا لتنفيذ منظومة إسكانيَّة تُقدِّم خيارات إسكانيَّة متنوِّعة للمواطن تُوافِق تطلُّعاته وإمكاناته، وترتكز على ثلاث أدوات رئيسة هى برنامج الخيارات الإسكانيَّة، وبرنامج الأحياء والمخطَّطات السَّكنيَّة المتكاملة، ومشروعات المُدُن المستقبليَّة، حيث أطلقت ضِمْنَ برنامج الأحياء والمخطَّطات السَّكنيَّة المتكاملة (9) تسعة مواقع للتطوير العقارى، مِنها (3) ثلاثة مواقع قَيْد التنفيذ وهى: حى النَّسيم فى بركاء وحى اللبان فى حلبان وحى العهد فى العامرات، و(3) ثلاثة مواقع أخرى تحت الإنشاء، إضافة إلى (3) ثلاثة مواقع أخرى مطروحة للاستثمار. 

تنمية عمرانية مستدامة بالتوافق مع رؤية «عُمان 2040»

لذا فانطلاقة مدينة السُّلطان هيثم التى ترتكز على (12) اثنَى عشر معيارًا عالميًّا من معايير جودة الحياة ورفاهيَّة العيش، بدءًا من التكلفة المناسبة والمرافق المتكاملة، وصولًا إلى أسلوب الحياة الحديث والأنظمة المستدامة، ستكُونُ بوَّابة الإسكان فى المستقبل العُمانى، الذى ظهر جليًّا أنه يحمل استراتيجيَّة تُواكب العصر، وتعمل على بناء منظومة متطوِّرة تحمل فرصًا استثماريَّة ستنقل التطوير العقارى إلى آفاقٍ أرحبَ.

فبنظرة سريعة نرى أنه تمَّ إسناد الأحياء أرقام (6 و9 و10) من المرحلة الأولى لمدينة السُّلطان هيثم للاستثمار بمساحة إجماليَّة تبلغ 3.1 مليون متر مربَّع وتضمُّ 3730 وحدة سكنيَّة، إضافة إلى طرح الأحياء أرقام (8 و12 و13) من هذه المرحلة والبالغة مساحتها الإجماليَّة 2.2 مليون متر مربَّع للاستثمار، بالإضافة إلى تخصيص (5) بالمائة من الوحدات السَّكنيَّة فى المدينة لبرنامج المساعدات السَّكنيَّة، حيث يسعى المخطّط أن تكُونَ المدينة الجديدة مدينة للجميع، ستضمُّ المستحقِّين مَن هم ضِمْنَ نظام منح الأراضى الحكوميَّة السَّكنيَّة، حيث ستضمُّ خدمات ومرافق تتمثل فى (19) حيًّا متكاملًا و(25) مسجدًا و(11) مرفقًا للرعاية الصحيَّة و(39) مدرسة، إضافة إلى عددٍ من المراكز والمرافق التجاريَّة والحدائق وغيرها، تربطها بمدينة مسقط سلسلة من الطُّرق عَبْرَ طريق مسقط السريع وشارع السُّلطان قابوس، حيث تتوافر (23) نقطة وصول مختلفة لتحقيق الوصول السريع وتجنُّب الازدحام، وستتمُّ توسعة نقطتَى الوصول الرئيستيْنِ الحاليتَيْنِ من شارع السُّلطان قابوس لإثبات الوصول الاتجاهى الكامل من وإلى المدينة.

وانطلاقًا لتحقيق تلك الأهداف، ولتسريع وتيرة التنفيذ، وقَّعت وزارة الإسكان والتخطيط العمرانى وعددٌ من الجهات الحكوميَّة والخاصَّة عددًا من اتفاقيَّات التطوير والشراكة للمرحلة الأولى فى مدينة السُّلطان هيثم، حيث تأتى هذه الاتفاقيَّات لتوفير الخدمات التعليميَّة والصحيَّة للمرحلة الأولى من المدينة، وتسهيل إجراءات اعتماد مشروعات التحوُّل الرَّقمى والأتمتة، وتبسيط إجراءات اعتماد التراخيص المرتبطة بالمشروعات، واستخراج إباحات البناء للمُطوِّرين العقاريين، وتنفيذ مشروعات الطُّرق الداخليَّة، وإنشاء عدد من المساجد ومحطَّات الوقود، وتنفيذ خدمات البنية الأساسيَّة لتقنيَّة المعلومات والكهرباء والمياه والصَّرف الصحِّى وشبكة الرى، والتى تتنوَّع مع العديد من الجهات الحكوميَّة والخاصَّة، وستكُونُ بداية انطلاقة تُسهم فى حصْدِ النتائج المرجوَّة على الصعيدين الاقتصادى والاجتماعى.

وزارة الإسكان تستعرض مشروعاتها الإسكانية وتكشف تفاصيل مشروع مدينة السلطان هيثم

استعرضت وزارة الإسكان والتخطيط العمرانى، المنظومة الإسكانية فى سلطنة عُمان، وتوفير الخيارات المتنوعة من خلال برنامج الخيارات الإسكانية، وبرنامج الأحياء والمخططات السكنية المتكاملة ومشاريع المدن المستقبلية، إضافة إلى استعراض أبرز الملامح التى ستتضمنها مدينة لسلطان هيثم.

أكد الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلى، وزير الإسكان والتخطيط العمرانى، بأن مدينة السلطان هيثم تهدف إلى توفير الإسكان للمستحقين من خلال نظام منح الأراضى الحكومية، وفتح المجال لتملك الأجانب، وتخصيص 5% من الوحدات السكنية فى المدينة لبرنامج المساعدات السكنية، بهدف إرساء سمة «مدينة للجميع».

من مخططات مدينة السلطان هيثم

أربع مراحل استراتيجية مهمة

أوضح أن المرحلة الأولى لمدينة السلطان هيثم (2024-2030م) ستتضمن تطوير مركز المدينة بمساحة تقدر بحوالى 5 ملايين متر مربع، تشمل 6 أحياء متكاملة بمساحة بناء تقدر بنحو 2.2 مليون متر مربع. وأشار إلى أن المرحلة الأولى ستحتوى على مرافق متنوعة ومتكاملة تشمل 6,743 وحدة سكنية، ومستشفى خاص، ومحطة تعبئة وقود، و4 مواقع لمدارس، و19 أرضًا مخصصة لمكاتب، وغيرها من المرافق.

وأعلن أن المرحلة الثانية (2028-2035م) ستشمل مساحة 2.6 مليون متر مربع، وتستوعب أكثر من 23 ألف نسمة، وستضم 4,200 وحدة سكنية ومساحة بناء حوالى 1.4 مليون متر مربع.

وأوضح أن المرحلة الثالثة للمدينة (2033-2040م) ستبلغ مساحتها 2.3 مليون متر مربع، وستستوعب أكثر من 21 ألف نسمة، وستحتوى على 3,500 وحدة سكنية ومساحة بناء 1.3 مليون متر مربع.

وأكد أن المرحلة الرابعة ستكون المرحلة الأخيرة من مراحل البناء لمدينة السلطان هيثم، حيث ستشمل مساحة حوالى 5.5 مليون متر مربع، وستستوعب أكثر من 26 ألف نسمة، وتضم 4,500 وحدة سكنية.

نقلة نوعية فى التطوير العقارى

أكد مختصون أن مدينة السلطان هيثم تمثل أيقونة فريدة ونموذجًا للمدن الذكية فى سلطنة عُمان، كما إنها تتماشى مع رحلة التحول الشامل الذى تنتهجه وزارة الإسكان والتخطيط العمرانى نحو تنمية عمرانية مستدامة لمجتمعات مزدهرة، بالتوافق مع رؤية «عُمان 2040»، فضلًا عن كونها نموذجًا جديدًا لبناء مدن مستدامة تُحاكى الحياة العصرية، وتُلبى تطلعات الشباب.

وقال الدكتور على بن عامر الشيذانى وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات أن الوزارة تشجّع الطرق العصرية فى تخطيط المدن والتى تعتمد على البنية الأساسية للاتصالات وتقنية المعلومات، الموفرة لاستخدامات متعددة للتقنيات والتطبيقات الذكية لإدارة المبانى والتنقل والترفيه، مما يؤدى إلى سعادة ورضا قاطنى هذه المدن. 

معايير عالمية

من جهتها، قالت زينة بنت حمود الحارثية مديرة الخارطة الاستثمارية بالبرنامج الوطنى للاستثمار وتنمية الصادرات «نزدهر» أن مدينة السلطان هيثم تمثل نقطة انطلاق والأساس لمشروع استثمارى طويل المدى، ويهدف إلى عمران محافظات السلطنة جميعها. وفيما يتعلق بالموقع، أوضحت أنه جرى اختيار ولاية السيب فى موقع استراتيجى بهدف الابتعاد عن المركزية، كما أن الموقع يسهم فى تعزيز جودة الخدمات للمناطق المحيطة وليس فقط مدينة السلطان هيثم، لافتة إلى أن المساحة الإجمالية للمشروع تبلغ 15 مليون متر مربع، ومصممة لتحتوى على وحدات سكنية مختلفة إلى جانب الكثير من الخدمات، كما تم التصميم وفق أهداف استراتيجية ذات صلة بمحاور وأولويات رؤية «عمان 2040». وضربت مثالاً على ذلك بالقول أن الرؤية تستهدف إيجاد مدن ذكية ومستدامة نابضة بالحياة وتحقيق تنمية متوازنة وعادلة، تُعزز الميزة النسبية التنافسية للحواضر والمحافظات، وصناعة مجتمعات ممكنة تساهم فى صياغة أولوياتها الاجتماعية والاقتصادية.

وأضافت الحارثية أن هذه المدينة أخذت فى الاعتبار عدة جوانب منها الاجتماعية والنفسية والجغرافية ونسبة متوسط البناء للأسرة العمانية، وعدد أفراد الأسرة، لذا بناء عليه سيكون هناك تنوع فى الوحدات السكنية. وأكدت أن الاستثمار فى صناعة المدن هو استثمار فى جودة الحياة، وكذلك عمليات النسبة والتناسب بين المساحات المبنية وبين المسطحات الخضراء أخذت فى الاعتبار حتى تخلق بيئة صحية للساكنين. 

وفيما يتعلق بالاستثمار، أوضحت أن الخدمات فى هذه المدينة ستشمل مختلف القطاعات، لكن القطاع العقارى سيستحوذ على نصيب الأسد، يليه القطاع الصحى، حيث ستتوفر المستشفيات والمراكز الصحية، إضافة إلى قطاع التعليم من خلال إنشاء عدد من المدارس فى هذه المدينة فضلًا عن المجمعات الرياضية، وجميعها تمثل فرصًا استثمارية واعدة.

نمو القطاع العقاري

وقال فهد بن سلطان الإسماعيلى رئيس «مجموعة مسياف» أن تدشين مدينة السلطان هيثم يمثل دعمًا كبيرًا لتعزيز نمو القطاع العقارى، سواءً من ناحية التوجه العام للمنظومة العقارية وفكر الدولة فى التوجه العقارى، إضافة إلى النقلة النوعية فى التطوير العقارى. 

وأشار إلى أنه عندما تم الإعلان عن المدينة والحديث عنها بأنها «هدية مستدامة من جلالة السلطان للأجيال القادمة»، فهذا مؤشر على معانٍ عديدة، مؤكدًا على أن أى عمل لا يتسم بالاستدامة يظل ناقصًا. وأضاف أنه بفضل ميزة الاستدامة فى هذه المدينة المستقبلية، فهذا يعنى أن كل سلاسل التوريد بالنسبة للمنظومة الاقتصادية والعقارية بشكل خاص ستستفيد من ذلك، سواءً أصحاب المقاولات والاستشارات الهندسية والديكور الداخلى والتصميم والتسويق والبناء، كما أن الاستفادة المستدامة تعنى أن هذا المشروع سيحقق الاستفادة ذاتيًا لعقود طويلة من الزمن.

وأوضح الإسماعيلى أن التطوير يجب أن يمر بمراحل، خاصة وأنها تضم 19 حيًا سكنيًا، وكل حى يمكن أن تتولى تنفيذه مجموعة من المطورين العقاريين، علاوة على إمكانية وجود مطوِّر رئيسى ومطور فرعى للمشروع بأكمله.

وحول طرق تمويل المشروع، يرى الإسماعيلى أن ذلك سيكون من خلال عدة طرق، سواء عن طريق المبيعات أو تمويل البنوك والاستثمارات المحلية والأجنبية. وأضاف أن تدشين المدينة تزامن مع الإعلان عن صندوق عمان المستقبل برأس مال مليارى ريال عُمانى، مؤكدا أنه مع وجود هذا الصندوق ستكون هناك فرص جيدة للحصول على التمويل والدعم للمطورين الذين يظهرون جدية فى تطوير هذا المشروع. وشدد الإسماعيلى على أن هذا المشروع يحتاج إلى كفاءة كبيرة لتنفيذ البنى الأساسية فيه من طرق وخدمات.

 

انعكاسات إيجابية

وقال على بن حمدان الرئيسى الخبير الاقتصادى أن مشروع كبير مثل مشروع مدينة السلطان هيثم لا بُد أن تكون له انعكاسات إيجابية، سواءً على المستوى الاجتماعى أو الاقتصادى، مشيرًا إلى أهمية الإسراع فى إعلان بعض التفاصيل الخاصة بالمشروع، مثل: كيفية البناء والتمويل، موضحًا أن التوقعات تشير إلى أن القطاع الخاص ربما يتولى تنفيذ المشروع، فى حين تعكف الحكومة على إنشاء البنى الأساسية للمدينة. ويرى الرئيسى أن البنوك بإمكانها القيام بدور محورى فى تمويل هذا المشروع، الأمر الذى سيمنح البنوك العمانية فرصة المشاركة فى مشروع حيوى كهذا.

وأعرب الرئيسى عن أمله فى أن تكشف وزارة الإسكان والتخطيط العمرانى عن مختلف جوانب المشروع فى القريب العاجل، لا سيما فيما يتعلق بالتمويل وفترة التنفيذ وآلية الشراء وغيرها من الإجراءات. وشدد الرئيسى على أهمية أن يُصاحب المشروع خطة لتأسيس بنية اقتصادية متطورة، مثل المصانع والخدمات التى توفر فرص عمل للمواطنين، بهدف تحقيق الاستفادة القصوى من المشروع وفقًا للجدوى الاقتصادية الموضوعة.