عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ضائعة تبحث عن بريق أمل

ياسمين تحلم بشقة بعد فقد الأسرة وخذلان الإخوة

ياسمين
ياسمين

انغمست في الهموم حتى الثّمالة، تمنّت -حتى اللحظة- أن تقَر أجفانها بعد طولِ عناء، في رحلة أبدية من البحث عن الراحة التي هي في نظرها كخيال مسافر في انتظار الشمس حتى تأتي الناس من مغربها فلا ينفعُ نفسًا إيمانها.

 

إنها "ياسمين"، صاحبة الثلاثة والثلاثين ربيعًا، شابّة حملت اسمًا تنحّت منه الصفة، فقد ذبلت في خريف العمر، ضاقت بها ربوع الأرض قاطبةً فلم تجد متنفسًا لها ومتسعًا لطلبها سوى أبواب "الوفد" لتروي قصتها بقلبٍ يئن وجعًا لعلّها تنال مطلبها وتقر عينها بعد طول انتظار.

طفقت "ياسمين" تسرد قصتها بقلب يعتصر ألمًا ومآقي تغزوها الدموع بعد أن اطمأنت لمُحدّثها قائلة: "عشت بمفردي منذ أن توفيت والدتي وكأن وفاتها سطّرت رحلة شقائي، كانت بمثابة حزام الأمان لأسرة لا ينفرط عقدها ولا ينفر ودها، وبرحيلها راح كل هذا أدراج الرياح، تركنا والدي وتراخت يداه، وخلع عن نفسه لباس المسؤولية واختار طريقًا غير الذي هو مؤول له، ولا ندري أيّ طريقٍ سكله، وتحامل عليّ إخوتي.. لا بأس فقد سقط منهما قناع الأخوة في أول اختبار حقيقي، فالشقيقان متزوجان، لهما حياتهما الخاصة، يبدو أن طعم الاستقرار الذي ذاقه كل منهما أنساهما أختهما الوحيدة". 

 

ياسمين والضباع.. الوحوش تحاصرها وجارتها تأويها

صرخت "ياسمين" صرخة تصدّعت لها الجدران حولها ضاقت بحسها ذرعًا بعدما بلغ حزنها مداه ومنتهاه قائلة: "طردني مالك العقار من شقتي، فكان الشارع ملاذي الوحيد، ولكنه للأسف غير آمن!.. لم يكترث لي إخوتي وكان عزائي الأكبر فيهما أكثر من أن تفترسني الوحوش الضالّة، ولا زلت حتى اليوم أتجرّع مرارة خذلاني فيهما، احتوتني جارتي بمنطقة دار السلام لأبيت معها في شقتها، فقد رأيت منها ما لم أره من شقيقي العمر اللذين تركا في قلبي شرخًا لا يزال رغم مرّ الأيام وكرّ الليالي ينزف ألمًا ووجعًا!".

رفعت "ياسمين" منديلًا يحوي عبرات ترقرقت بين جفنيها وعلى خدّيها ثم عادت ترمق مُحدّثها بانكسار قائلة: "جئت الدنيا فألفيت الوجع بالمرصاد قاومت وعملت، عاندت ودافعت، هاجمت وهُوجمت، وصبرت دون جذع، ومضى العمر يتسلّل من بيني كلِصٍّ حذِرٍ من قبضة الأيام والسنين، ولا زال الهمّ عنوان قصتي.. قصدت "بوابة الوفد الإلكترونية" لأسرد قصتي وأبث شكوتي، مناشدة الرئيس الإنسان عبدالفتاح السيسي بأن ينظر لي نظرة حانية في توفير مطلبي بشقة تحويني أعمدتها وتظلني جدرانها فأنا أحوج الناس لهذا كي أشعر بالأمان في زمنٍ تعتريه الخيبات".