رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

الكنيسة المصرية تعيد إحياء تراثها

القديس أباسخيرون القليني.. حقق "معجزة" نقل كنيسته من كفر الشيخ إلى المنيا

 القديس أباسخيرون 
القديس أباسخيرون 

تحتفل الكنيسة القبطية غدًا الأربعاء 14 يونيو الموافق 7 بوؤنه حسب التقويم القبطي، بذكرى  القديس أباسخيرون القليني، أحد أعلام التاريخ المسيحي التي تؤكد على مدى ثراء التراث القبطي برموز وشخصيات ساهمت في ترسيخ مبادئ المسيح وتمسكت بالإيمان أمام ظلم وإضطهاد الحاكم الذي أظلم العهود على الأقباط. 

 نهضة القديس أباسخيرون 


يحتل القديس أباسخيرون القليني،  مكانة متفرده لدى الأقباط نظرًا لما قدمه من مواقف أثرت في وجدان أجيال الكنيسة المتتالية وأثبتت أن العيقده يمكنها أن تصبح سلاحًا يستخدمه الإنسان أمام الظالمين. 
ولد  القديس أباسخيرون أو كما يكتب أحيانًا "أبسخيرون"  في "قلين" إحدى مدن محافظة كفر الشيخ وكان جنديًا له شهره ومكانة في فرقة عسكرية بأتريب، في عهد الملك دقلديانوس "في القرن الثالث الميلادي" الذي بغض المسيحية وسُمى عهده بـ"عهود الظلام - عصر الشهداء"  وعلى الرغم أن  فترات حكمه الأولى كانت تتبع سياسة تسامح ديني مع غير الوثانين، إلا أنها انقلبت رأسًا على عقب ضد المسيحيين في أواخر حكمه، فأصدر أربعة مراسيم بين عامي 302-305 م تحث على اضطهاد المسيحيين، وتنص على حرق الأناجيل والكتب الدينية ومنع المسيحيين من التجمع وهدم الكنائس وقتل أكثر من ألف مسيحي.


وصل اضطهاد هذا الإمبراطور إلى حد الظلام فقد حرم الصلوات أو ممارسة الطقوس الدينية، وقتل رجال الدين المسيحي، صادر جميع أملاك الكنائس وكان وقع الإضطهاد شديدًا على الأقباط في مصر لدرجة أنهم اتخذوا عام 284 م (تاريخ توليه الحكم ) بداية للتقويم القبطي ويعني بعام الشهداء. 


كان الملك "دقلديانوس" مواليد عام 245 م في مدينة سالونا بولاية دالماشيا بإقليم ايلليريا المطل على البحر الأدرياتي غرب كرواتيا، أبواه فقيرين، عمل في إسطبلات الإمبراطورية كسائس للأحصنة، ووصل إلى رتبة الدوق في ولاية ميسيا واستمر حتى أصبح في طبقة الفرسان،ثم ترقى لقائد قوات الحرس الإمبراطوري الخاص وهي من الوظائف الخطيرة، وتجلت كفاءته العسكرية في حرب فارس، بعد موت الإمبراطور نوريانوس (283 – 284م) اعترف به بأنه أجدر شخص بعرش الإمبراطورية.


فرض دقلديانوس على جنوده عبادة الأوثان والسجود لها ورفض أبسخيرون بشجاعة فوضعه والي أتريب في السجن وحسب ما ذكره كتاب السنكسار كان دائم الصلاة فظهر له ملاكًا وقواه، وثبت على إيمانه حتى قدم للمحاكمة أرسله إلى والي أنصنا " أريانوس" وفى السفينة صلى القديس فانحلت السلاسل، لم يجدوا الوالي في هذه المدينة إذ عرفوا أنه قد ذهب إلى أسيوط.


وتروي الكتب التاريخية المسيحية أنه حين  ذهب إليه وقف أمامه واعترف بالسيد المسيح، فاستحضرالوالي ساحراً يُدعى إسكندر قدم للقديس شيئاً من السم القاتل فرشمه بعلامة الصليب وشربه فلم ينله أي أذى فآمن الساحر، كان هذا الأمر السبب  زراء غضب الوالي الذي استشاط من عدم تمكن قوته على القضاء على أبسخيرون فأمر بجلده بالسياط وسلخ جلده  وبعد أن عذبه بعذابات كثيرة أمر بقطع رأسه ونال إكليل الشهادة ليلحق بجوار الصالحين والقديسين، في 7 بؤونه مع خمسة من الجنود هم ألفيوس وأرمانيوس وأركياس وبطرس وقيرايون. 

تحفظ الكنيسة معجزة نقل كنيسة القديس أبسخيرون في قلين إلى البيهو بمحافظة المنيا بالصعيد، ولا زالت قائمة إلى الأن، وتروي قصه هذه المعجزة عندما كان أهل قلين يخصصون  ليلة محددة من كل عام لإقامة عددًا من الزيجات معًا، بسبب صعوبة المواصلات آنذاك، ولتوافقها بوقت جمع المحاصيل.


يقول كتاب التاريخ الكنسي أنه في أحد الاحتفالات كان محدد زواج 7 زيجات 
بالكنيسة بحضور 100 شخص مجتمعين، وكان عدو المسيحيين الحاكم أثار المضطهدين عليهم، فساتعدوا للهجوم على الكنيسة  وعلموا حينها المؤمنين بذلك فأغلقوا الأبواب وصاروا يتشفعون دائما بالقديس أبسخيرون شفيع بلدتهم وكنيستهم لكى ينقذهم من أيدي المعتدين، وكانت المعجزة قد تجسدت أثناء الليل قبل أن ينفذ المضطهدون ما في نيتهم ونقلت الكنيسة بمن هم فيها معهم بئر المياه والنخلة التى كانت أمام الكنيسة ( ومازال هذا البئر موجود الى الأن امام الكنيسة ومياهة تصنع المعجزات) إلى قرية "البيهو" بصعيد مصر وأنتقل وفي الصباح خرج الناس من الكنيسة ليجدوا أنفسهم في بلد غير بلدهم ولكن الكنيسة كنيستهم، وفي الباح ساعدهم في الرجوع إلى بلدهم تاركين الكنيسة في موقعها الجديد.


يذكر التقليد الكنسي  السبب وراء اختيار هذه المدينة لنقل الكنيسة فيها وهو أن القديس أباسخيرون الجندى حينما أُخذ للتعذيب من أتريب إلى أنصنا رست السفينة بالقرب من هناك ورأي السيد المسيح ليطمئن قلبه  وتجمدت المياه ولم يستطيعوا الجنود تحريك السفينة فأكرمه أهل البيهو فقال لهم القديس  ومن فرط كرم أهل هذه القرية أسمى سوف تصير لى فى بلدتكم كنيسة .


وفي هذا التاريخ تحتفل الكنيسة بذكرى هذا القديس شفيع بلدة القلين بصلوات وقداسات رافعين أيقونات هذا الجندي المتمسك بالإيمان وتمتلئ الكنائس بالأقباط في مصر بآمان سنويًا،مثلها كمثل غيرها من المناسبات التي تعيد تذكارها الكنائس بحرية كبيرة خاصةً في السنوات الأخيرة تحت مظلة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورعاية قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية. 

 

وتقيم القداسات الإلهي بدير القديس مارمرقس الرسول والشهيد أبسخيرون القليني المعرفو بـ" دير الزجاج ، ودير الملوك ، ودير الأباء " القابع في الطريق الرابط بين وادى النطرون و العلمين، الذي يحتل مكانة كبيرة بإعتباره مجمع رهبان الدير وجلس منه 6 من بابوات الكرسي المرقسي وكان مقرًا للكنيسة لمدة 49 عامًا،  كما خرج منه مايقرب من 16 أسقفا.

 

يتولى الراهب القمص  لوكاس الأنبا بيشوى، رعاية ورئاسة هذا الدير بتكليف قبل قداسة البابا تواضروس الثاني، ويمتاز هذا الدير بتصميمه المميز ويحوي على منارتان مبنيتان  على الطراز القبطى القديم و هى غاية فى الروعة و الجمال المعمارى و الزخارف و النقوش الهندسية، كما تسع مضيفة الدير  لضيافة الزوار و الوافدين على الدير, و تسع حوالى 1500 فرد من الزوار، ويضم ثلاثة كنائس وهم " كنيسة السيدة العذراء ، وكنيسة القديس مارمرقس الرسول و الشهيد أبسخيرون القلينى،و كنيسة الثلاثة فلاحين".   

 القديس أباسخيرون