عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

تخيل، ماذا لو مشى الناس فى الشوارع داخل بيوت من زجاج؟!

تُرى، هل سيصبح العالم أكثر هدوءاً والحياة أكثر سكينة؟! 

ربما ينعم الناس بالسعادة! لأنه سيكون لدى كل إنسان – على الأقل- جدار حماية يخاف منه وعليه! 

بيتك الزجاجى يحتويك وتتحصن فيه بينما تمضى فى الحياة.. مهما حاولت إبراز قوتك بهجمة مرتدة فى وجه أحدهم، فسوف تطاردك الحقيقة: ينكسر زجاجك وجدار حمايتك بكل سهولة.. بكل بساطة!

ما أجمل أولئك الذين كانت غايتهم تقوية بيتهم الزجاجى وإبقاءه سالماً، ولك أن تتخيل كيف حال الذين لم يشغلوا بالهم بجدار الحماية الزجاجى، فانكسر الزجاج وانكسروا معه!

«اللى بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب»!

يقول الأديب سيد خالد فى كتابه «قصص الأمثال»، إنه كان هناك ملك أراد بناء بيت من الزجاج فوق تل كبير، وعندما بدأ العمال فى البناء، وجدوا كميات هائلة من الطوب والأحجار، فأمرهم الملك بإلقاء الطوب من فوق التل، وكانت هناك قرية صغيرة أسفل التل يسكنها أناس بسطاء اشتكوا كثيراً من الأحجار التى تتساقط عليهم، ولكن دون جدوى!

بعد بناء البيت بالكامل، أتى موسم هجرة الطيور، أخذت بعض الطيور تلتقط الطوب والأحجار لتبنى بها أعشاشها، إلّا أن الحجر كان يقع من فم بعض الطيور خلال عملية بناء العش، ليتساقط فوق بيت الملك الزجاجى الذى كان يعلو التل!

..انتهى الأمر بالبيت مُدمّراً بالكامل!

من هنا جاء المثل العربى: «من كان بيته من زجاج، لا يقذف الناس بالحجارة». 

إنها خلاصة تجربة حكيمة تعنى الكثير، وترسم وتحكم مسار العلاقات بين الناس، وتضبط إيقاع الحياة بقواعد الذوق واحترام الأشخاص والحقوق والخصوصية فى أبسط تفاصيلها!

لا أحد يريد أن يكون مثل إنسان كان حلمه أن يلامس القمر، طار وارتفع وكاد أن يقترب من تحقيق الحلم.. نظر إلى الأسفل، فوجد مياهاً تتسرب من بيته، وكأنه آيل للسقوط، تخيل، لو كنت مكانه، ماذا ستفعل؟

نحن نمضى ونطير، لكن سرعان ما تتطاير أحلامنا وتتعثر إذا لم تكن مبنية على أساس متين وقواعد راسخة وقيم ثابتة تبث الثقة والطمأنينة بينما نمضى!

الخلاصة: احلم ما شئت، لكن احترس واحرص ألا ينكسر زجاجك!

نبدأ من الأول 

‏ [email protected]