رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

آخر محطات العائلة المقدسة في مصر

الأنبا بيجول يكشف لـ"الوفد" شروط طلبة الرهبنة وتاريخ الإكليريكية بدير المحرق في أسيوط

الانبا بيجول أثناء
الانبا بيجول أثناء حواره مع الوفد

عرفت العالم المسحي الرهبنة عن طريق القديس المصري الأنبا أنطونيوس الكبير، الملقب بـ"أب الرهبان" والذي قرر ان يهب حياته إلى العبادات في الصحراء فتوجهه إلى وادي النطرون لممارسة النُسك، تبعه أعداد كبيره فيما بعد  حتى تفشى وانتشر الفكر الرهبنة.

وتواصلت "جريدة الوفد" مع نيافة الأنبا بيجول أسقف ورئيس دير المحرق في جبل قسقام بأسيوط، ليروي تفاصيل رحلة العائلة المقدسة باعتبار هذه الرقعة هي آخر محطات السيد المسيح والعذراء مريم في مصر قبل عودتهم إلى القدس، وخلال حواره كشف نيافته عن شروط الحياة الرهبنية هناك وماتاريخ الكلية الإكليريكية.

يجيب الأنبا بيجول على سؤال تاريخ مدرسة الرهبان ومتى تحولت الكلية الإكليريكية بالدير؟ قائلًا: التعليم بالنسبة للراهب شىء مهم وعندنا من ضمن رؤساء الدير أسقف اسمه لأنبا  باخوميوس  الأول  (1896- 1928)  أنشأ مدرسة للرهبان لتثقيفهم وتعليمهم، وعام 1930 أنشأ مبنى كمدرسة للرهبان ودي تحولت في عهد البابا شنودة الثالث إلى الكلية الاكليريكية وافتتحها عام 1973. 

وما القصة  وراء معهد القديس ديديموس؟ يقول أسقف دير المحرق ان القديس ديديموس ضريرًا وتم تخصيص هذا المعهد في بادئ الأمر للمرتلين من قافدي البصر واستثمار طاقتهم وقدرتهم القوية على الحفظ وتعليمهم ألحان الكنيسة، وتم إنشأه عام 1979 وحاليًا يلتحق به الجميع.  

مع مرور الأزمنة تتناثر الاثار خاصة لو كانت فردية، فكيف حافظت مصرعلى دير المحرق عبر العصور؟ يذكر التاريخ دور البطريرك ثاؤفيلس الـ 23 من تاريخ البطاركة في الكرسي المرقسي، في القرن 4م  حين جاء إلى هنا ليرى المعجزات التي انتشر الحديث عنها بين الشعب، ووجد المكان بسيط فأراد أن يحافظ عليه وتأسيس كاتدرائية كبيرة.

وكيف وصل إلى الأقباط تفاصيل رحلة العائلة المقدسة في مصر؟  يخبرنا رئيس الدير  أن بطريرك الأقباط الـ23 قال أن العذراء قد ظهرت له وقالت "أترك هذا المكان بسيطًا كما صنعة المسيح بيده"، وخلال هذا الظهور سردت العذراء مامرت به العائلة المقدسة فى مصر ودونها في كتاب يعرف بـ"الميمر"، وأصبحت هذه الوثيقة رئيسية لمسار العائلة المقدسة تحتفظ به الكنيسة المصرية حتى الأن وهناك نسختين منه واحده داخل الدير وآخرى بالمتحف. 

قال نيافته خلال حديثه لـ"الوفد" أن السبب وراء تنقل العائلة المقدسة في كل هذه المحطات كان بسبب اضطهاد اتباع عبادة الأوثان التي كانت تُحطم مع دخول يسوع المسيح، فهل هناك مدينة رحبت بالعائلة المقدسة في مصر؟ حقيقة أن العائلة المقدسة  قد عانت خلال رحلتها من اضطهاد البعض خوفا منهم على أوثانهم، وهناك بلدة تدعى "مير" في أسيوط رحبت بهم وعرفت أنها بلدة خصبه أكرمت المسيح.   

اشتهرت منطقة الكنيسة الأثرية في جبل قسقام وتوافد إليها الرهبان على مر العصور فمن أبرز القديسين والأباء عاشوا هنا؟ هناك قديسين وشهداء عظماء ونذكر من العصر الحديث القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة تنيح 1914، له  دير خاص "دير العزب"، كان راهبًا ورئيسًا للدير هنا، ثم ذهب الفيوم وأصبح أسقفًا وخدم الفقراء، وخرج من تعاليمه القديس ميخائيل البحيري الذي تنيح عام 1923، احتفلنا العام الجاري بالمئوية رحيله.

كيف يمكن للراهب ان يلتحق بدير المحرق وما شروط قبوله؟  يكشف الانبا بيجول عنها قائلًا يجب أن يكون شابًا  في عمر الـ30، دائم التردد على الدير لمدة تتراوح من عام إلى عامين حتى يختر قدراته عن كثب ويختبر نفسه، وأيضًا يجب أن يكون لديه اهتمامات روحية. 

وكيف تكون حياة الراهب المحرقي؟ يفسرها بأن الراهب يطبق خلال اليوم برنامجًا خاص يبدأ بالتسبحة اليومية في منتصب الليل ثم صلاة القداس حتى 6 صباحًا ثم يذهب إلى العمل المكلف به من الدير ثم يأخد قسط من الراحة ويستكمل بصلاة عشية وقت الغروب، ويقرأ، وتكون زيارته لأسرته حسب رغبة كل راهب.  

هل يسمح بزيارة  الدير طول العام؟ وأجاب أن أبواب الدير تفتح  للجميع ويستقبل المسلمين   طوال العالم وهناك مواسم يكون إقبال كبير دة في الفترة من 18 -28 يونيه  احتفالًا بالعذراء التي يحبها الجميع، يتم إغلاق الدير فترة الصوم الكبير حتى  يستطيع الرهبان ان يمارسوا العبادات. 

برأي نيافتك، مدى أهمية السياحة الدينية بالمجتمع؟ فسر نيافته أن السياحة الدينية مهمه للغاية سوا كانت داخلية بين الديانات في مجتمع واحد وهناك أخرى خارجية تأتي بناتج كبير للدولة، تساهم في تشغيل العمال ورفع مستوى المعيشة، وتعد رحلة العائلة المقدسة كنز تنفرد به مصر. 

وفي نهاية الحوار أجاب أسقف ورئيس الدير عن سبل وجهود الدولة المصرية في إحياء مسار العائلة المقدسة وقال أن الدولة المصرية  لعبت دور كبير في إحياء مسار العائلة المقدسة استثمار هذه الميزة سياحيًا وأود أن أشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي على جهوده في تسليط الضوء على هذه الرحلة المباركة وتمهيد الطرق المؤدية لكافة المحطات وتأمين  رحلات الزوار، بالإضافة  إلى الترويج الكبير للرحلة والاهتمام بكل المحطات وأيَا توفير أماكن للعمل اليدوي والفنادق في المناطق المحيطة، وكل هذا مشروع قومي وله مردود على مصر وتحقيق سُبل تطوير المشروعات الصغيرة لتحقيق خطة تنمية الرئيس السيسي.