رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نور

منذ أيام، اختفى أحمد فؤاد بغدودة، لاعب المنتخب الوطنى للمصارعة، عقب ساعات من تتويجه بالميدالية الفضية والمركز الثانى بالبطولة الأفريقية المقامة بتونس. اللاعب يمتلك جواز سفر مدموغًا به تأشيرة دخول لدول الاتحاد الأوربي.

فؤاد بغدودة، والد اللاعب، خرج فى مداخلة تليفونية مع الإعلامية لميس الحديدي، وقال كلامًا خطيرًا يستوجب محاسبة اتحاد المصارعة. قال والد اللاعب: «منعرفش أى حد فى فرنسا عشان يسافر لهم ابنى هناك، أنا راجل فقير على قدى شغال على توكتوك لا أعرف حد فى فرنسا ولا فى حتة تانية.. أنا كنت بحاول أحافظ على كرامة ابنى فى وسط اللعيبة، وابنى كان بيشحت الجزمة بتاعته من زمايله عشان يلعب بيها المباريات، ورغم كده اتحاد المصارعة بيقول إنه بيصرف وبيعمل كل حاجة للاعبين»

وقال الرجل خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامى أحمد موسى «فيه افتراءات كثيرة على ابنى وقالوا بيقبض 7 آلاف جنيه وده غير صحيح، بقاله شهرين فى المشروع القومى للبطل الأولمبى وكل شهر بيقبض 2200 جنيه بييجوا على البريد المصرى وأنا اللى بقبضهم.. ابنى كان جايله فلوس 16 ألف جنيه اتخصم منه 14800 وخد 1200 جنيه بشيك بس من إجمالى المكافَأة، ولما سألت اتحاد المصارعة قالولى دى ضرايب، ومن يوم الجمعة محدش كلمنى ولا قالولى ابنى فين ولا اختفى راح فين».

هذه قصة جديدة حزينة تفتح ملف هروب لاعبى الألعاب الفردية، بعد حصولهم على بطولات، وميداليات مهمة. منذ سبع سنوات تقريباً، حاولت التنبيه إلى مخاطر إهمال لاعبينا الأولمبيين، وتركهم فريسة الإغراءات التى يتم تقديمها لهم لتمثيل دول أخرى أوليمبياً، مقابل الاهتمام بهم تدريبيًا وماليًا ومعيشياً.

كتبت هنا يوم 24 أغسطس 2016 عن خطورة ملف هروب الرياضيين المصريين واتجاههم للتجنيس مقابل المال. وتساءلت فى المقال: هل تابعت البطل المصرى محمد إيهاب صاحب برونزية الأوليمبياد فى رفع الأثقال وهو يتحدث عن معاناته من أجل التدريب والإنفاق على الطعام الخاص والمكملات الغذائية والسفر للاحتكاك بأبطال العالم؟ هل سمعت حديثه عن خصم جزء كبير من مكافآته التى حصل عليها مقابل انجازاته البطولية فى المحافل الدولية؟ هل رأيت دموعه عندما سمع صوت أمه تتحدث إليه فتحول صوته إلى« نحيب» مُعبر عن حجم تضحيات أم مصرية بسيطة لم تطلب سوى شقة لابنها حتى يتزوج؟

الحوار الذى أجراه البطل الأوليمبى محمد إيهاب مع خالد صلاح على قناة «النهار» لم يكن الأول الذى يتحدث فيه عن أزمات الرياضيين مع القوانين واللوائح التى تنظم علاقات الأبطال بالاتحادات الرياضية، ولكنه كان كاشفًا بالصوت والصورة لما سبق أن قاله البطل الأوليمبى لصحيفة «الوطن» عقب عودته مباشرة من أوليمبياد «ريو دى جانيرو» وعبر خلاله عن أزمة تواجه الأبطال المميزين مع الخصومات والضرائب والرسوم المفروضة على الميداليات والجوائز التى حصلوا عليها بــ«ذراعهم» ودفعوا ثمنها جهدًا وعرقًا وألمًا!

سمعت محمد إيهاب يقول كلامًا موجعًا: «هناك خصومات على الفوز، وليس الضريبة فقط، رغم أننا لم نحصل حتى الآن على مكافآت الفوز، التى تقدر بـــ500 ألف جنيه للبرونزية، وكانت لـى تجربة سابقة مع هذه المعاناة، عندما أحرزت بطولة العالم فى 2014، وتوجت بـثلاث ميداليات «فضية وبرونزيتين»، وخصموا 25% من مستحقاتى عن الميداليتين البرونزيتين، و10% ضريبة عن كل ميدالية حققتها. أتمنى تعديل اللوائح بشأن الخصومات والضرائب على اللاعبين، الذين يعانون الأمرّين من أجل تحقيق ميدالية.. إحنا زى شباب مصر كلهم، بنعانى، مكافأة الميدالية دى يادوب أجيب بيها شقة. لكن أصعب الكلمات وقعًا على الأسماع ما قاله حول محاولته الحصول على جنسية دولة قطر ليلعب باسمها حتى يتمكن من تجاوز أزمات تكاليف التدريب والتجهيز! وبالفعل بدأ خطواته العملية للحصول على الجنسية مثلما فعل نجل المدرب المصرى إبراهيم حسونة الذى لعب باسم قطر فى أوليمبياد البرازيل مع أربعة لاعبين آخرين فى لعبات فردية وجماعية!

المأساة متكررة.. وخسارة أبطالنا ترجع لنفس السبب.. والاتحادات لا تبذل جهدًا كافيًا للحصول على دعم يحمى لاعبيها من العوز.. ويمنعهم من الهروب.