رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بدون رتوش

مع الزلزال الكبير الذى اجتاح سوريا كان المصاب فادحًا، والفاجعة مؤلمة، معاناة أضخم من أن يتحملها شعب محاصر مجوع. حتى مشاهد الناجين من تحت الأنقاض كانت مؤثرة، فهى أشبه بالمعجزة. مئات الأسر تم دفنها بالكامل تحت أنقاض المبانى المحطمة. قرى تم محوها بالكامل. عائلات لا تزال مطمورة تحت الأنقاض بينما يسعى ذوو القبعات البيضاء لإنقاذ الضحايا، والبحث عن ناجين تحت الأنقاض. ما كان يمكن للمواطنين الضحايا مواجهة تداعيات كارثة بهذا الحجم بمفردهم. إنها لحظات رهيبة أودت بحياة الكثيرين. وجاءت تداعياتها الكارثية لتخلف عقبات فى مواجهتها بسبب الأضرار التى لحقت بالطرق، ونقص الوقود، والطقس الشتوى القارس.

وسط هذا سطع العمل الخيرى الإنسانى عندما بادر الرئيس «عبدالفتاح السيسى» وأجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس «بشار الأسد» أعرب خلاله عن خالص التعازى فى ضحايا الزلزال المدمر الذى وقع الاثنين الماضى، معربا عن تمنياته بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين، مؤكدا تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق فى هذا المصاب الأليم، مشيرا إلى توجيهاته بتقديم كل أوجه العون والمساعدة الاغاثية الممكنة فى هذا الصدد إلى سوريا. وترجم الرئيس «السيسى» أقواله بالأفعال عندما أصدر توجهاته لقيادة الجيش المصرى بإرسال خمس طائرات عسكرية محملة بمساعدات طبية عاجلة إلى سوريا وتركيا لمواجهة تداعيات كارثة الزلزال المدمر الذى ضرب الدولتين، وأدى إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى ودمر آلاف المنازل السكنية. ولا شك أن قيمة الانسان تظهر واضحة جلية فى ساعة الحاجة الماسة. ولقد سجل الرئيس السيسى بما فعله موقفا حضاريا وانسانيا راقيا لنجدة الأشقاء وقت الأزمات، وأثبت بموقفه كيف يمكن للقائد أن يسوس الأمور بحكمة ورقى.

وهنا أتساءل لماذا لا نرى جسورا عربية لإنقاذ ضحايا الزلزال فى سوريا المحاصرة أسوة بالجسور التى مدت لتركيا؟ لماذا لا نضع الخلافات السياسية جانبا ونقدم عليها روابط الدم والإنسانية. نعم يجب أن تسود النزعة الإنسانية التى لا ترتهن لمواقف سياسية، فما بين الشعوب أقوى بكثير من المواقف السياسية، فصحيح المشاعر المحبة، والحب دافع ومحفز نحو بذل كل رخيص وغالٍ من أجل إنقاذ الأشقاء لنظل فى رباط دائما وأبدا معهم من خلال مد يد المساعدة لهم فى هذه المحنة. لهذا يتعين على جميع الدول العربية أن تسارع بمد العون لسوريا الحبيبة وإنقاذ أرواح بريئة.

جاء الزلزال كى يعتبر المؤمن من حدوث هذه الظواهر الكونية. إنه ابتلاء للصالحين وعبرة للناجين. ولله حكمة فى اختيار المكان والزمان لإرسال رسالة للبشر من أجل إيقاظهم حتى لا يغتروا بالاستقرار الكاذب على الأرض فيمعنوا فى الطغيان. وكأن الزلزال رسالة تحذير من الله بأن زلزال الساعة هو الأدهى.«يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شىء عظيم». جاء الزلزال نذيرًا للمغرورين بقوتهم المادية ليعلموا أن هناك الأقوى منهم، فهو القاهر فوق عباده. إنه دعوة إلى العودة إلى الله.. دعوة للإصلاح فى الأرض.. دعوة للتعاطف الإنسانى فى زمن طغت فيه المادة على القيم الأخلاقية. جاء الزلزال ليكون رسالة من أجل العودة إلى الله، والعودة إلى الرشد، وإدراك أن الحياة يمكن انتهاؤها فى ثوان معدودة. إنه رسالة الله للبشر كى يعودوا إلى السراط المستقيم، وينصرفوا عن غيهم ويتوبوا إلى الله توبة نصوحة، فالزلزال تنبيه وتحذير.