رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

يقولون " الخوف من الموت غريزة حية لا معابة فيها، وإنما العيب أن يتغلب هذا الخوف علينا ولا نتغلب عليه". وقد وددت أن أبدأ سطورى اليوم بتلك المقولة ختاما لما كنت أتحدث إليكم فيه فى الأسبوعيين الماضيين حول مسألة الحياة والموت ، وتزامن إنشغالى بهما مع توقيت إنتهاء عام مضى بكل ما كان به وفيه ،وبدأ آخر جديد، بأمل جديد فى الله سبحانه وتعالى بأن يصلح أحوال البلاد والعباد ، ويلهمنا حكمة التعامل مع الأشياء والأمور ، لأنه و كما قال العلى القدير فى كتابه المحكم " ومن يؤتى الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا " صدق الله العظيم .
واستكمالًا لرحلة الوفاء لأجساد تركتنا ورحلت ولكنها أثرت فينا من خلال إنتاجها الإنسانى والمهنى ، فقد حلت علينا الأسبوع الماضى الذكرى السنوية الأولى على رحيل الصحفى القدير والأعلامى الكبير "وائل الإبراشي" الذى طرح و أثار وناقش العديد من الموضوعات الهامة المتغلغلة فى نسيج المجتمع المصرى فى العشرين سنة الآخيرة من عمر الوطن، والتى قربته بشكل كبير من الجماهير نظرا لتناوله لها بشكل مهنى إحترافى وإنساني ووطنى فى آن واحد ،وهو ما يعد فى مهنتنا (سهل ممتنع) هذا من جهة ، ومن جهة آخرى لأن العديد من تلك القضايا كانت قد تعلقت بالحياة اليومية للمواطن البسيط  أو لمست معاناتة أو حتى أحلامه ، فعلى سبيل المثال لا الحصر : غرق عبارة السلام التى راح ضحياتها العشرات ، مذبحة بنى مزار التى هزت الساحة الإعلامية ، سلسلة الهاربين من رجال الأعمال الذين استولوا على أموال البنوك وفروا إلى مدينة الضباب "لندن" ، ولا ننسى تحقيقاته الصحفية حول اللاجئين فى الجولان  وغير ذلك الكثير والكثير من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشائكة والجريئة سواء على المستوى المحلى أو العربى والاقليمى.
ودعونا نتترحم عليه وندعو له بالمغفرة ودخول الجنة آمين ، وقد تذكرت الآن وأنا أكتب تلك السطور"الرسالة الأخيرة" بينى وبين الأستاذ وائل ، ففى أثناء مروره بالوعكة الصحية الأخيرة ، وعقب سماعى بتحسن صحته والسماح له بالخروج من المستشفى وعودته للمنزل ، بادرت وأنا أشعر بالسعادة بأرسال رسالة قصيرة على رقم هاتفه المحمول عبر تطبيق "واتساب" أخبره فيها بفرحتى بسماع خبر رجوعه للمنزل وسط عائلته الكريمة ، وأيضا تطلعى لرؤيته فى القريب العاجل بعد إتمام الشفاء بإذن الله تعالى ، فكتبت له " والله وحشتنا كلنا أوى يا أستاذ وائل ... وإنشاء الله أشوفك قريب ونتجمع  على خير بعد ما تقوم بالسلامة  " ، وكان رده : " كتر خيرك يا هبه ، إنتوا كمان واحشنى ... لكن حاسس مش هنتقابل تانى !" وتلك هى المرة الأولى والآخيرة التى يتحدث فيها أستاذ وائل عن شعوره حيث اعتدت واعتاد كل من كان يعرفه عن قرب بجمله العملية أكثر والمختصرة ، ولن أخفيكم فقد شعرت بقبضة قلب شديدة !!!  وإننى لن آراه مجددا! لا أدرى ! حيث استحضرت مقولة أن الانسان ربما يشعر قبل وفاته ب40 يوم بما سيحدث له!!!!
رحم الله استاذنا القدير والغالى واسكنه فسيح جناته، ورحم جميع موتانا ورحمنا جميعا.
وختاما :
سألنى أحدهم: هل تعتقدين بأنه توجد حياة بعد الموت ؟؟؟
فقالت له :  مممممم ... لعل السؤال الأهم الذى يجب أن تجيب عليه  يا عزيزى هو :
هل كنت على قيد الحياة قبل  لحظات الموت؟؟؟!.