عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

ويتوقف للحظات ... ثم يسألنى: تحبى تشربى قهوة ؟  فأشكره وأنا ابتسم بشىء من الخجل لأنى لا أحتسى القهوة مطلقا قائلة : حسنا ممكن أخد شاى أخضر,... وأتأمله وهو ينظر للجرسون حتى يأتى (فقد كان من عاداته أنه لا ينادى على الجرسون أبدا، بل كان يكتفى بالنظر إليه حتى لا يزعجه بالنداء كما كان معروف عنه) ... وقبل ان يشعل سيجارته،  يمسك بالفنجان ليتذوق وش قهوته السادة  كعادته أيضا (وقد كانت تلك السيجارة الثالثة والأخيرة لأديبنا فى هذا اليوم, فعلى الرغم  من أنه مدخن ومدخن قديم إلا أنه لم يكن ليدخن أكثر من ثلاث سجائر فى اليوم الواحد, حيث كان للسيجارة عنده مزاج خاص جدا كما روى لى , فلا يدخنها إلا عندما يشتاق إليها ... كى يستمتع بها أكثر وأكثرمع القهوة ذات الرائحة الرائعة.
ومازلت أجلس على المقهى مع نجيب محفوظ ... استمع واستمتع ببقية حديثه.
ما سبق كان جزء من مقال لى فى تلك المساحة من عمودى ( سطور) منذ ما يقرب من 5 أعوام تقريبا، جاء تحت عنوان "مع نجيب محفوظ .. على المقهى (2)" ضمن سلسة تضمنت ثلاثة أجزاء ، ذهبت فيها بخيالى الواسع جدا الى الاسكندرية ،لأجلس أمام شاطىء البحر الأبيض وتحديدا على مقهى "بترو" مع من أحببه عقلى وتغلل بأفكارى، والذى ماتزال أحرف قلمه تنبض بوجدانى "النجيب المحفوظ" الاديب المصرى العالمى، ابن حى الجمالية "الشعبى العريق" بالقاهرة ، الأستاذ الذى وقعت فى غرام روحه وفكره وانساتيته كما وقع فى غرامهم وعشقه واحبه ،لا أدرى المئات ان لم يكن الالاف من أمثالى الجالسون على أعتاب كتبه وروياته وبين سطورها.
أكتب سطورى اليوم مع حلول الذكرى ال 111 لميلاد أديبنا القدير والاستاذ الكبيرالحائزعلى جائزة نوبل للاداب عام 1988م -  ومن باب المصادفة اللطيفة جدا بالنسبة لى هى أن هذا العام هو الاقرب لعام ميلادى ، كما أن شهر ميلاد الاستاذ أيضا هو نفس شهر ميلادى -  ويالها من صدفة تسعدنى كلما تذكرتها ومرت على كل عام ، .... فقد وددت أن نتذكره سويا ، وليتنا نحى ذكراه بالقرأة لأحد أعماله الرائعة ، بل وأدعوكم أعزائى - كما سأفعل أنا أيضا نفسى-  لحث أبنائنا على القراءة لاديبنا العظيم، أو أن نشاهد معهم أحد روياته التى تحولت الى افلام فى السنيما ، مثل اللص والكلاب ، الثلاثية ، زقاق المدق ، السراب ، بداية ونهاية ، و..... وغيرها الكثير والكثير مما امتزج بهويتنا وثقافتنا وروح الشخصية المصرية الاصيلة والاصلية و أجواء الحوارى والاذقة .

وقبل الختام وبمناسبة متابعتنا لمباريات كأس العالم 2022  أتذكر معكم كم كان الاستاذ نجيب مهتم ب كرة القدم بل  ومارسها وهو طالب  كما كان يروى لاستاذ "رجاء النقاش" لدرجة أن رفاقه قد أطلقوا عليه لقب " قلب الأسد ، وفى كتاب" أصداء السيرة" كان قد تحدث عن بعشقه لتلك اللعبة ، وانه لولا اتجاهه إلى الأدب لصار لاعبا كرويا أسوة باللاعب المصري حسين حجازى وأصبح زملكاويا مثله.


وفى الختم وددت أن أرسل لروحه الخالدة الكثير من التقدير والحب والاحترام لما تركه لنا من ارث ابداعى ادبى وثقافى فريد متميز