رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

كان جميلاً ولافتاً ومؤثراً أن تواكبت حركة التطوير فى قطاع الطرق بشكل عام وعلى مستوى سكك حديد مصر خاصة، مع هذا الحراك التنموى الذى يسابق الزمن والريح، سعيًا إلى بلوغ الملامح الكاملة والناضجة لصورة مصر فى عهدها الجديد، رائدة متطلعة إلى آفاق مستقبلية فى هيئة الجمهورية الجديدة التى ترسخ لها وتدفعها خطة الدولة قيادة وحكومة وأجهزة نحو مصر 2030.

ولعل الاهتمام بقطاع الطرق والمحاور فى زمن قياسى محدود، بإنشاء الطرق الجديدة والكبارى وإعادة إصلاح طرق موجودة بالفعل كان له الأثر البالغ فى القضاء على الكثير من الاختناق والزحام المرورى الذى عرفناه سنوات طويلة، وبعد أن كنا نسمع ونتابع أخبار حوادث متفرقة بمثابة نكبات ارتبطت بمنظومة القطارات سواء المتعلقة بالصيانة أو الخلل فى عمل المزلقانات على امتداد الشريط الذى يبلع آلاف الكيلو مترات، استطاعت الدولة فى ظل القيادة الواعية التى تسابق الزمن لإنجاز وترسيخ كل أسباب الأمان حتى لا يكون هناك أى عائق يحول دون استكمال المسيرة التنموية، أن تحول قطارات السكك الحديدية إلى وسائل نقل متطورة وآمنة وحديثة، كما تقدم خدمة كريمة للمواطن مواكبة لمبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس السيسي.

ولأننا جميعاً شهود على هذا التطوير الهائل فى ظل عمل دؤوب ومستمر لا ينقطع مع وزير جاد بل وصارم ويقدر قيمة الوقت والجهد وأهمية هذا القطاع الحيوى وحركة السفر عبر المدن والمحافظات، وإضافة قطارات جديدة للمنظومة وصولاً إلى الاستعداد لتدشين الخط الأول من القطار الكهربائى، بعد استقبال دفعات من القطارات الروسية والإسبانية المكيفة وإنشاء ورش جديدة للقطارات، فضلاً عن افتتاح محطة عدلى منصور المركزية التى تعد أكبر محطة فى الشرق الأوسط وإفريقيا لخدمة نقل الركاب، والتى تضم 5 محطات مترو أنفاق وقطار كهربائى وسكة حديد وأتوبيس ترددى وسوبر جيت. أقول إننا جميعًا رأينا هذه الإنجازات الكبرى وحقاً نفخر بها أيما فخر، الأمر الذى يدعونا إلى اعتبارها منظومة لا يصح أن تشوبها أى شائبة فى ظل كل هذا الجهد المبذول وبعد الوصول إلى مرحلة من الأمان الذى كنا نفتقده فى سنوات غابرة.

غير أننى أتابع من وقت لآخر شكاوى لأصدقاء ولمواطنين على وسائل التواصل وعبر وسائط مختلفة تؤكد وجود فجوة زمنية بمواعيد القطارات خصوصاً قطارات الصعيد التى تعد الأكبر تقريباً من حيث التوافد والسفر، فسواء كانت القطارات الإسبانى أو الروسى أو الـvip فى رحلات القاهرة أسوان والعكس، يعانى مستقلو هذه الرحلات من التأخيرات المتكررة لمدد تصل أحياناً إلى 4 و5 ساعات تأخيراً على الوقت المقرر لكل رحلة، وهذا الأمر ليس مستحدثاً أو عارضاً، بل أصبح حديث الركاب وثقتهم فى مسألة التأخير هو الأمر الغالب، ولعلنا فى هذا السياق نتفهم سبب الأزمة الأخيرة المتعلقة بتأخر القطارات المتجهة أو القادمة بين القاهرة والإسكندرية بسبب سرقة بعض المهام الضرورية، لكن ما تبرير تأخر قطارات الصعيد إلى هذا الحد والتكرار.

إن هذا السؤال الذى يرجو أن يصل إلى إجابة مفادها أن هذه الأزمة عابرة وهناك مدى زمنى لانتهائها ينطلق من روح التقدير لمنظومة نقل من أقدم الوسائل فى مصر والشرق تصل إلى 170 عاماً، وبعد أن تحققت إنجازات مهولة وقد تجاوزت بطولها إلى عشرة آلاف متر، ورفعت كفاءة الـخطوط، وتم التجديد لتواكب مجريات مسيرة التنموية، فالأمر بحاجة إلى التغلب على أسباب هذا التأخير حتى يستشعر المواطن الذى يعد جزءاً أصيلاً فى الحراك التنموى تأثير هذه الإنجازات فى هذا القطاع الحيوي.