رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

 

 قام المسيح وقيامته أنارت وجه الأرض وقلوب الأحباء وأزالت العبرات وأبطلت التنهدات، لأن الهوان تحول إلى مجد ومراثى الدفن انتقلت إلى نشائد المسرة والفرح ولم يعد الشوك يقطر دماً من هامة المسيح بل قد أفرخ ورد القيامة الذكى العرف الطيب الرائحة. والقيامة وهبتنا الفرح الأبدى وصار يوم القيامة لا تغيب شمسه ولا تتوارى أنواره، أنه يبتدئ من صباح القيامة ولا ينتهى أبدا لأن المسيح لا يذوق الموت للأبد.

 والقيامة وهبت للإنسان حياة من بعد الموت، وصيرت القبر مستودع الظلام مصدرة للنور والنجاة والحياة. إن القبر الفارغ الذى تركه لنا الرب هو علامة الغلبة على الموت وشهادة ما بعدها شهاده للقيامة من الأموات العتيدة أن تكون، فالقبر الفارغ والحجر الكبير المدحرج والأكفان الموضوعة بترتيب والزلزلة العظيمة التى حدثت عند القيامة جميعها تثبت عظمة وحقيقة القيامة، وأنه حقا قام القوى، وسقطت الشياطين، وتهللت الملائكة، وانتصرت الحياة، وأقام معه المهزومين. نزل إلى القبر وحده وصعد بكثيرين فانطفأ خبر الموت بكرازة القيامة، قيامة الابن التى عتقت الشعوب من الضلالة. لقد قام من القبر وجروحه قد شفيت، ولكن آثارها قد حفظت لأنه اختار بصلاحه أن تبقى آثار جروحه لكى تشفى بها جروح تلاميذه، جروح عدم الإيمان. لقد صارت القيامة أفراح لا تضاهيها أفراح وبهجة الحياة التى أضاءها وجه المسيح القائم من الأموات لا يمكن أن تزعزعها ضيقات ولا اتعاب لأن فرح الإنسان الذى يعيش فى بهجة القيامة هو فرح سماوى لا ينطق به ومجید. فالقيامة ليست عقيدة فكرية وطقسا نعيد له وحسب، هى حياة، وما أعظم بركات القيامة فتراها أبطلت عن الموت ومنحتنا القيام معه فى جدة الحياة، ووهبتنا الرجاء بعد الموت حيث إن فى السماء لا نخشى فقراً ولا نتوقع مرضاً ولا نرى إهانة ولا نشاهد حسدة، ولا تكون هناك اهتمامات مؤلمة لاقتناء واكتساب الغذاء، ولا كآبة للأطماع لأن زوبعة أوجاعنا ستخمد وتنقطع ويؤول كل شيء لفرح وابتهاج، ستكون كل الحياة نهارا ونور... نور يفوق بلمعانه النور العادى الذى نراه فى اليوم، وهذا النور لا يعقبه ظلام ولا يحرق أو يلهب الأجساد. هناك لا تكون الكهولة ولا ما يرافقها من ضعف الآن الفساد قد بطل بموت المسيح وقيامته. إن قيامة المسيح أضفت على قلوب المؤمنين الحزانى عزاء ورجاء، فلنثبت فى الإيمان على صخرة القيامة التى أذهلت الأجيال. يا أنوار القيامة أشرقى على العالم المضطرب وانظرى وتحننى على القلوب الشاردة وحولى اشعتك القوية إلى القلوب الآثمة والمظلمة فيتحول الشر إلى خير والخصام إلى سلام، ولننظر إلى الجروح التى شفيت والآثار التى حفظت.

-

وكيل مطرانية حلوان والمعصرة وتوابعهما