رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

لا نعيب زماناً، ولا نسب دهراً، ولكنى أقر أمراً واقعاً، نعيشه جميعاً، سواء أكان على المستوى الشخصى أو على المستوى العام.

ما نعيشه جميعاً هو حالة استياء عامة من منظومة التعليم، سواء أكانت فى مدارسنا، أم فى جامعاتنا ومعاهدنا، والتى تشبه كثيراً الدائرة المغلقة، التى ندور فيها بلا فائدة، وأصبحت كداء بلا دواء، أو علة بلا سبب، حيث نشعر وكأننا «محلك سر»، لا تطور حقيقياً ولا وجود لأدنى شعور بلذة طلب العلم.

إن التعليم سلوك وحياة، وجودة التعليم تمثل بلا شك جودة للحياة كلها، ودونها لن يكون هناك أى وعى أو ثقافة، وبما أن الجودة هى ثقافة التطوير المستمر لسلوك المتعلم ليمارس حياته بفاعلية على المستويين المحلى والدولى.

إذن، فمن المؤسف أنه إذا كان هناك ما يسمى بالجودة التعليمية، خصوصاً فى مدارسنا، فهى «بلا متعلمين»، وأشبهها بالحلم الذى رآه عزيز مصر، ونغص نومه وحياته لعدة أيام، ثم لجأ إلى مفسرى الأحلام، الذين حين عجزوا عن تفسيره، عللوا ذلك بأنه مجرد «أضغاث أحلام»، حتى بدأ البحث عن مفسر يستطيع تفسيره.

هكذا يبدو التعليم فى مصر، فآفة الدروس الخاصة أصبحت سمة المتعلمين، لتهز كيان المعلم، باعتباره ملقناً للعلم مقابل المال، والتى أودت برسالة المعلم، من كونها ربانية إلى دنيوية مادية، لا يسوقها غير المزيد من المال مقابل عقول يتم حشوها بالمعلومات، ومراجعتها وقت الطلب أو الامتحان.

فهل هذا هو المنتج الحقيقى الذى نرجوه من التعليم، وهل هى تلك المنظومة التى نتمناها، وهل هذا المستوى الذى نتوقعه من الخريجين؟

إننا ندعو ونناشد بصوتٍ مرتفعٍ وعالٍ، كل من هو فى موقع المسئولية، أو مسئول عن مخرجات العملية التعليمية، سواء أكان عن التطوير والجودة، أو من بيده الأمر، التحلى بروح المسئولية، والبحث مع الأكاديميين والمتخصصين عن حلول مبتكرة وناجحة، من أجل المنتج وهو التحصيل الدراسى وسلوك المتعلم.

إن تقدم الأمم ونهضتها لن يتأتى إلا بتعليم جيد أداته المعلم، والذى من المفترض كونه القدوة والنموذج لطلابه، بل الأب الثانى لهم فى مدرستهم،.فبدون تعليم جيد لن يكون هناك تقدم أو وعى، بل النتيجة ستكون مجرد أرقام من الخريجين لا تغنى ولا تسمن من جوع.

من هنا يجب أن نمتلك نظرة شاملة على التعليم فى جميع المراحل الدراسية، والاستماع إلى صوت المعلم فى التطوير، فالتعليم رسالة قومية لن تتحقق إلا بالمعلم، على أن يكون مقدراً فى المجتمع وحصوله على الاحترام اللائق له، فهيبة التعليم من هيبة المعلم، الذى تعد رسالته كرسالة الأنبياء، أعاننا الله وإياكم على حملها.