رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

حكاية وطن

من حق أى منتج للأفلام، أو مخرج، أو مؤلف، أن يبدع، ويقدم فنه،  ويترك الحكم للجمهور، مصر دولة كبيرة، وليست دولة منغلقة، أو متقوقعة، ولا توجد على رأسها بطحة، ولا عندها شيء تخفيه أو تخاف منه.

حرية الإبداع الفنى والأدبى مكفولة فى الدستور المصري، والدولة ملتزمة بالنهوض بالفنون والآداب، ورعاية المبدعين، وحماية إبداعاتهم، وتوفير وسائل التشجيع لذلك.

ولقد ترجم الرئيس السيسى التزام الدولة نحو المبدعين والفنانين بشكل عملي، عندما أصدر قراراً للحكومة بتوفير كافة الرعاية الصحية والاجتماعية للفنانين والمبدعين فى كافة المجالات، وتوفير الحياة الكريمة لشيوخ الفن الذين أثروا الحياة الفنية وبعد تقدمهم فى السن وانقطاع الدخل أصبحوا فى موقف صعب.

كما وافق مجلس النواب على استحداث جائزة المبدع الصغير، وقامت وزارة الثقافة بإطلاق الجائزة تحت رعاية السيدة انتصار السيسى قرينة الرئيس، وتمنح الجائزة سنويا لمن يقدم منتجا فكريا مبتكرا ولم يتجاوز عمر 18 عاما، وتهدف الجائزة إلى دعم المبدعين الصغار وتشجعهم على الإبداع ورعاية إنتاجهم فى مجالات الثقافة والفنون.

كما أعلن الرئيس السيسى فى مداخلة سابقة مع برنامج «صالة التحرير» على قناة «صدى البلد» الذى كان يستضيف السيناريست والروائى عبدالرحيم كمال، عن دعمه لأى عمل فنى راق لبناء الوعى الحقيقى بما فيه الوعى الديني. وقال الرئيس إن الإعلام والثقافة والفنون أولويات بالنسبة للدولة رغم التحديات التى تواجهها.

إن انحياز الدولة لتقديم الفن الراقى هدفه تشجيع الفنانين والمبدعين الموهوبين على تقديم أعمال درامية ضخمة تساهم فيها الدولة، وتحشد لها الموهبة والفهم لمناقشة قضية الوعى لتحصين الشباب من محاولات غزو عقولهم بأفكار هدامة، وجعلهم يسيرون فى الاتجاه الصحيح لحماية أنفسهم وبلدهم ومستقبلهم.

الحق فى الإبداع يجعلنى لا أعترض على فيلم «ريش» الذى تم عرضه فى مهرجان الجونة، ولتناوله قضية الفقر من خلال فيلم يندرج تحت المدرسة العبثية والفاتنازيا عن أسرة فقيرة تحتفل بعيد ميلاد  طفل وقام الساحر بسحر رب الأسرة وحوله إلى دجاجة ولم يستطع إعادته، هذا هو الفيلم الذى تم من إنتاج مصرى - فرنسى - هولندى - يونانى، وحصل على جائزة مهرجان كان، فمن حيث المبدأ أن الفيلم يندرج تحت السينما غير الواقعية وقريب من الفانتازيا. ولكن من حيث الموضوع فإنه كان يجب، وهذا موجه لمؤلف الفيلم والمنتجين، والمخرج ألا يغفلوا الإنجازات التى حققتها مصر خلال السبع سنوات الماضية، وكانت وراء الحد من الفقر، والقضاء على مصطلح تحت خط الفقر من خلال مبادرات أطلقها الرئيس السيسى مثل حياة كريمة، وحل مشكلة العشوائيات والمساكن غير الآمنة.

إن التجاهل لإنجازات دولة 30 يونيو التى انتقلت فيها البلد من شبه دولة إلى دولة تبنى جمهورية جديدة يجعلنى أشكك فى نوايا الفيلم بأنه كان موجها للإساءة إلى مصر، مما أهله للحصول على جائزة مهرجان «كان» من خلال محكمين لهم توجهات، كما يحدث أحيانا فى منح جائزة نوبل التى تذهب لمن لا يستحق!

محدش قال إن مصر خالية من الفقر، وكل دول العالم فيها فقراء، لكن التركيز على الفقر فقط وتجاهل مواجهته و الحد منه يوصم فيلم «ريش» بتعمد إظهار الجانب السيئ، والذى تجتهد الدولة لإصلاحه، ويجعل الفيلم بمثابة ريش على مافيش!! لأن الفيلم تجاهل الفن الراقى وقرر الصيد فى بركة عفنة لكن بئس الصيد لأن مصر لا يهزها فيلم سيئ لأنه ياما دقت على الراس طبول وخرجت مصر مرفوعة الرأس.

نعم هناك صعوبات واجهت مصر منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، لكن كنا فين وأصبحنا فين، فهذا أمر من الظلم تجاهله، فقد نجحنا فى تخفيض نسبة الفقر بدرجة كبيرة، وتحققت الحياة الكريمة لملايين المواطنين، وفى مقدمتها توفير سكن ملائم بديلاً عن المناطق غير الآمنة والعشوائيات الخطرة.

أنا أدعو أصحاب فيلم مهرجان «القلع» القيام بجولة فى قرى حياة كريمة، والاطلاع على ملف منطقة تل العقارب ماذا كانت وكيف أصبحت، وكذلك نزلة السمان التى كانت تمثل تهديداً للآثار المصرية والتى تقرر نقل سكانها إلى حدائق أكتوبر. أطالبهم بالتجول فى روضة السيدة، وروضة الغردقة وحي «معا» وروضة العبور، وأن يسألوا الغارمات، وبائع الفريسكا وبنت الزبال اللذين يدرسان فى كلية الطب، اسألوا عن حقوق الإنسان، وعن تطور السجون، والمرافق، اسألوا عن المحاور والطرق، اسألوا عن الجمهورية الجديدة التى بناها المصريون ويعلنون استعدادهم لأن يكون المائة مليون مواطن فى مدرجات عرض الفن الراقى غير المسيس. انشروا الفن الذى يبنى ولا يهدم، الفن الذى يرفع الوعى عند الجمهور  ولا ينشر الجهل، والذى يرتقى بالأذواق ولا يبحث فى صناديق القمامة عن لقمة سوداء ويتجاهل إنجازات بلد تبنى وتحارب الإرهاب وتقيم حضارة جديدة.