رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصعود من القمة (الحلقة الحادية عشر)


(وفد إقليم كوردستان حضر إلى بغداد وسلط الضوء على مستقبل العلاقات ونوعها والجهود المشتركة فى سبيل ترسيخ الاستقرار والنمو الاقتصادى وإعادة الإعمار).. كواليس جديدة يكشفها الزعيم مسعودي بارزانى فى كتابه القيم " للتاريخ " الذى يحكى مشواره ومشوار عائلته بحثا عن التعايش السلمي -هدفهم الأسمى للحياة-، ويحكى لأول مره تفاصيل لم يرصدها سابقاً عن زيارته مع الوفد الكوردستانى إلى بغداد فى "أيلول" 2016.

 

 

صفحات من عمر الزمن قضاها مسعود بارزانى باحثًا عن الأمن المجتمعي بعد معاناته من الهيمنة القومية والدينية على وطنه كوردستان، وعدم احترام التعايش وأزمة التسامح، والتي تسببت بدورها في عدم الاستقرار وعدم احترام الآخرين الذين يختلفون في الدين والقومية والمذهب، وباتت قضيته الوحيدة التعايش فى هدوء، وإقناع العالم باستقرار بلاده.  


شعوره بالإحباط في التعامل مع حكومة بغداد على مدى أكثر من عشر سنوات، بعد أن ساهم الكرد في إعادة بناء هيكلية الدولة العراقية الجديدة إبان سقوط نظام صدام حسين عام 2003 على اسس ديموقراطية من فصل السلطات الثلاثة، وعلى أسس التوافق والتوازن والشراكة الحقة في الدولة العراقية، جعلته يطرق كل الأبواب .
وبعد العودة من أميريكا، يقول سروك مسعود:(اجتمعت على الفور مع الأطراف السياسية الكوردستانية، وتحدثت لهم عن نتائج الزيارة، وفي الاجتماع التاريخي الذي عقدناه في 18 أيار 2015 عبرت الأطراف الكردستانية عن تأييدها العلني الصريح لعملية الاستقلال”(ص65).
وبعد شهر من ذلك الاجتماع، وعوضا عن العمل لأجل قضية مصيرية كالاستقلال، لاحظنا انشغال بعض الأحزاب في برلمان كوردستان بصناعة أزمة وتدبير إنقلاب، وأثناء الإستفتاء شاهدنا وقوف بعض الأطراف بكل قوتها ضد الاستفتاء(ص 66.
ويحكى الزعيم عن زيارته إلى بغداد يوم 29 أيلول 2016 قائلا:(أوضحت بصراحة للشخصيات الشيعية، أن الكرد بعد 2003 كانوا يعتقدون أن الدستور أساس للعملية السياسية والحياة الجديدة.ولكن للأسف حصل العكس، وأصبح الشيعي الذي يوصف بالنزيه والجيد يعادي حقوق الكرد. كان نصيبنا من الشراكة مع دولة العراق 4500 قرية مدمرة، و12000 مفقود من الشباب الفيليين، و8000 بارزاني مؤنفل و182000 من المواطنين الكرد المؤنفلين والآلاف من ضحايا السلاح الكيماوي. بعد 1991 وفي سبيل العراق بحثا عن سلام جديد، جلسنا مع المجرمين وصافحنا الأيادي الملطخة بدماء شعبنا في ذلك الوقت عندما جئت إلى بغداد، سرت وسط نهر من دماء شعبي نحو بغداد، والآن، وللأسف الشديد، بعد 2003 أقدم الشيعة الذين كانوا حلفاء للكرد على قطع أرزاق الكرد.


 ويضيف :"قلت للقادة الشيعة، نحن فشلنا في الشراكة خلال المرحلتين، ويجب أن نبحث عن طريق جديد للحل ونبني المستقبل على أساس آخر. تعالوا لنصبح أخوين وجارين حقيقين بالتفاهم. وما دمنا لا نستطيع أن نكون شركاء ندعوكم أن تفهمونا. وهناك تم أيضا تشكيل لجنة خاصة من قبل بغداد للحوار ولدراسة العلاقات المستقبلية…(ص68-69)
تفاصيل كثيرة وسنوات رصدها بارزانى فى 3 صفحات من الكتاب، لكنها استغرقت من القراءة والتفحص والتمحيص مع  صديقى الإعلامى د/ قيس الرضوانى – عاشق العراق وكردستانه - الكثير من الوقت، قضينا ساعات نقرأ فى سطور قليلة ونتناقش ونتأمل مرارة الكلمات عندما يحكى زعيم ويقول -سرت وسط نهر من دماء شعبى ، وصافحت الأيادى الملطخة بدمائهم– فأى تعبير يكشف هذه المراره التى عاشها كاك مسعود، وهو يبحث عن وسيلة تساعده لتوفير السلام لبلاده، حلقات قادمة نكشف خلالها مساعى الزعيم لخدمة وطنه، ونتطرق لكواليس محاولاته لإنقاذ شعبه.