رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

 

فى ظل كثرة الصراعات وحالة عدم الاستقرار التى باتت تسود العديد من دول ومناطق عالمنا اليوم سواء اقليميا أو قاريا، فقد استوقفنى مجددا التقرير السنوى الذى يصدره «المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية بلندن، تحت عنوان «التوازن العسكرى».

ويعد هذا التقرير السنوى من الاسس الهامة جدا بالنسبة لصانع القرار نظرا لما يوفره له من معلومات وبيانات وتحليلات، من خلال رصد وتقييم قائم على استخدام منهج علمى محدد لكافة القدرات العسكرية واقتصادات الدفاع ل 171 دولة حول العالم، لذا أصبح يعتمد عليه صناع السياسات الامنية كونه أفضل مصدر لمعلومات الدفاع.

وقد وددت اليوم أن آخذكم معى فى جولة سريعة بين بعض صفحات هذا التقرير العسكرى لعام 2021م، لنعى بعضا مما يدور حولنا فى عالم أصبح حقا كالقرية الصغيرة.

ولو بدأنا بالانفاق الدفاعى العالمى، سنجد أنه فى زيادة مستمرة، حيث إنه ارتفع بنسبة 4% مقارنة بالعام السابق، فإجمالى الانفاق الدفاعى كان قد بلغ 1830 مليار دولار، وبشكل عام تتوجه الزيادة فى الانفاق نحو البحث والتطوير وانتاج المعدات أو شرائها، وتعكس البيانات والارقام الواردة فى هذا الباب صراع القوى الرئيسية العظمى فى العالم (امريكا 738 مليار دولار، الصين 193.3 مليار دولار، روسيا 48.2 مليار دولار) وذلك فى اطار التنافس فيما بينهم على المكانة الدولية، يليها بعد ذلك عدد من الدول الاوروبية صاحبة التأثير الأكبر فى حلف الناتو (فرنسا، المملكة المتحدة، ألمانيا) ، ثم بعض القوى الاقليمية التى زادت من انفاقها نتيجة لاستمرار وامتداد الصراعات الاقليمية، كالسعودية مثلا والتى وصلت ميزانيتها الدفاعية ل ٤٧.٧ مليار دولا.

ومثلا نجد أن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا زادت بحيث وصلت لنسبة 10% تقريبًا من اجمالى الانفاق العالمى على الدفاع، فى الوقت الذى انخفضت فيه كل من روسيا وأوروبا وأيضًا أمريكا اللاتينية.

ولا يمكننا أن ننتقل لباب أو بند آخر ونحن نتجول فى هذا التقرير الشديد الأهمية، دون أن نلقى بنظرة سريعة ونمر على قارتنا الافريقية، فبعد قراءة الارقام والبيانات سنلاحظ للأسف أن أفريقيا باتت تعانى أشد معاناة، بحيث يمكن أن ينطبق عليها تماما مقولة «تشنيوا أتشيبى» عام 1958 م عندما كان يتحدث عن مستقبل البلدان الافريقية فى جنوب الصحراء من خلال قوله بأن «الأشياء تتداعى».

فقد كانت نسبة أفريقيا تقريبا 0.9٪ من الاجمالى العالمى للانفاق على الدفاع فى هذا التقرير، ثم ارتفعت هذه النسبة ووصلت الى 8.4٪ فى تقرير 2021م، ولكن النسبة الكبيرة من هذه الزيادة ترجع الى الزيادة الكبيرة فى ميزانية دولة نيجيريا والتى بلغت 36%، وعلى الرغم من أن هذه الزيادة الموجهة للدفاع تعد كبيرة نسبيا الآن، الا انها مازالت تشكل أزمة كبيرة بالنسبة لأفريقيا فى مواجهة تحديات تصاعد حدة الصراعات الداخلية، واستمرار تمدد الجماعات الجهادية.

ولحديثنا بقية.