رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

فى وسط ظلام المماليك - فى أواخر عصرهم - لم نعدم وجود شخصيات فدائية.. قادت العمل الفدائى ضد تجبر قواد الحملة الفرنسية على مصر وضد بطش زعماء المماليك الذين زاد بطشهم، وهم يحاولون استعادة الحكم.. وسط هذا العصر بزغت من صفوف المماليك أنفسهم شخصية أحبها كل المصريين، رغم أنها من نفس هؤلاء المماليك.

هى الست نفيسة المرادية.. وهى فى الأصل شركسية الأصل. تزوج بها على بك الكبير - بطل أول محاولة لاستقلال مصر عن تركيا.. وصارت بمثابة ملكة مصر، خصوصًا بعد أن أعلن استقلال مصر ومنع وصول الوالى العثمانى إلى القاهرة.. وتلك حكاية أخرى. وقد بنى لها قصرًا عظيمًا فى الأزبكية بدرب عبدالحق.. ولما مات على بك تزوجها مراد بك أكبر مماليكه - ومن هنا حملت اسم «نفيسة المرادية» فاحتفظت بمكانتها ونفوذها.. وكانت على جانب كبير من الثقافة بجانب روعة الجمال وسمو العواطف. وتعلمت اللغة العربية قراءة وكتابة. وأقبلت على الكتب العلمية تدرسها.. فاكتسبت احترام العلماء وبكوات المماليك وجذبت قلوب الشعب بما اشتهرت به من البر والإحسان.. ورفع المظالم عن الناس وحماية الضعفاء.. ووصلت شهرتها إلى أوروبا، لأنها أيضاً كانت تعارض المماليك فى سلب أموال التجار.

واستمرت تؤدى هذا الدور، ولما انهزم زوجها إبراهيم بك فى معركة الأهرام لم تهرب مع زوجها إلى الصعيد وبقيت فى القاهرة ولما فرض بونابرت غرامات هائلة على الناس بسبب ثورة القاهرة الأولى قامت هى بسداد معظمها وكانت حوالى 600 ألف فرنك.. ورغم ذلك عاملها قواد الحملة باحترام كبير. وساهمت بدور رائع خلال ثورة القاهرة الأولى لدعم الثوار. بل كان قصرها مكاناً يلجأ إليه الثوار والفدائيون.. ولما انسحب الفرنسيون من مصر 1801 قامت بنفس الدور ضد إجراءات القوات التركية، التى عادت لحكم مصر.. فوقفت ضد المظالم التركية.. ولذلك كان محمد على باشا يعرف قدرها. ولما اعتقلها خسرو باشا الوالى التركى تدخل العلماء وأجبروه على الإفراج عنها.. بل إن نابليون عندما سمع - وهو إمبراطور لفرنسا أن محمد على أخذ يضايقها أرسل له يرجوه حسن معاملتها.. ففعل.

ومن كثرة مساعداتها للناس - لرفع الظلم عنهم - عاشت فى فقر إلى أن توفيت عام 1816 - «1231 هـ»، فذكرها الجبرتى بين من رحلوا ووصفها بالسيدة الشهيرة ونعاها فى الوفيات.. وقال إنها عمرت طويلا مع العز والسيادة.. ولكن ما هو سرها هل شربت - من زوجها الأول على بك الكبير - معانى العزة والاستقلال.. فوقفت مع الناس تدافع عنهم؟.

< المهم="" أنها="" كانت="" «نجفة»="" مضيئة="" وسط="" ظلام="" العصر="" المتأخر="" من="" الظلم="" المملوكى..="" ولذلك="" لم="" ترد="" مصريًا="" واحدًا="" لجأ="" إليها="" طالبًا="" للحماية..="" أو="" دفع="" الغرامات="" عنه..="" ولما="" ماتت="" تم="" دفنها="" بالقرافة="" الصغرى="" بجوار="" الإمام="" الشافعى..="" ومن="" سيرتها="" قام="" الوفدى="" الكبير="" سعد="" بك="" فخرى="" عبدالنور="" بإصدار="" كتاب="" عن="" بطولاتها="" ودفاعها="" عن="" المصريين="" وهو="" عم="" الوزير="" السابق="" منير="" فخرى="">

إنها قصة يجب أن يعرفها كل مصرى، خصوصًا فى عصر الانتصار العسكرى العظيم، أكتوبر الكبير.