رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

 

 

جاء السيد المسيح إلى عالمنا مبشرًا بالمحبة ومانحًا للسلام، فكان ميلاده ميلادًا جديدًا للإنسانية وتعاليمه السامية منحت للمحروم العطاء وللمريض الشفاء وللحزين العزاء وللحقوق الصفاء، وفى ميلاده نشعر أن المسيح هو الله معنا، فى وسطنا، وساكن معنا لأنه منذ خلقنا.. خلقنا على صورته ومثاله وأراد أن يجعلنا موضعًا لسكناه. جاء السيد المسيح فأقام صلحًا بين السماء والأرض، وأعاد الصلة بينهما وتجلت بشائر الصلح بكثرة نزول الملائكة إلى الأرض حيث أنشدت النشيد الخالد: «المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة» وميلاده يثير فى القلب مشاعر وأفكارا أعمق من أن يسطرها قلم، وإذا حاولنا أن نصيغها فى ألفاظ فيا ليت الألفاظ تفى بما يراد.

عجيب هو الله فى اتضاعه عندما أخلى ذاته فى ميلاده، ولم يكن هذا الإخلاء إقلالاً من شأنه حاشا وإنما هو عظمة جديدة فى مفهومها.. فالناس يفهمون العظمة فى مظاهرها الخارجية، أما عظمة الإله العجيب لم يتصورها أحد. ونرى أن ميلاده هو لذة واعتزاز لأنه منح البشرية أعظم امتياز، وما أروعه فى ميلاده إذا نرى برج بابل العظيم محطمًا، ومزوده الذى من طين مرتفعًا صاعدًا فسحقت غطرسة الإنسان الأرضى وحطمت صور التحكم البشرى.

جاء السيد المسيح إلى الأرض ليرفعنا للسماء، فحبه أنزله لأرضنا! فمبارك هو الحمل الذى تنازل لأجلنا ومبارك هو المزود الذى صار واضحًا محط أنظارنا.. إننا عند مزودك يا قدوس القديسين نرفع أنظارنا فنرى شهود العيان ساهرين ولسر ميلادك العجيب متعجبين.

ما أعجب النجم الذى برز وأنار وأخذ القيادة وسار، وهناك عند الخان وقف النجم وبان، بل وقف وأشار هنا يرقد الملك عيان، ووقف النجم خجلاً وسجودًا، بل تسبيحًا وتهليلاً وتبجيلا. وفى داخل الخان نزل الملوك والحكماء من على ظهور جمالهم كل يحمل بين يديه فيها الغالى والنفيس كثير الأثمان ووقفوا أمام المولود مبهوتين، فنوره أبهرهم وتواضعه أذهلهم ومجده أشرق عليهم فانحنت قامتهم وخشعت قلوبهم وتقدست مشاعرهم، إنه من الطبيعى أن السيد المسيح الذى كان فوق الطبيعة أن يولد بطريقة خارقة للطبيعة. لقد لقب هذا المولود العجيب «مخلص» وهو أعظم لقب لا يستطيع إنسان أن يحرزه، ولو تحرينا حياته كما كان يعرفها الصديق والعدو لرأينا عناصر الطبيعة جميعها طوع إرادته.. إنه العظيم فى حكمته وفى قامته، وعظيم فى نعمته.. أيها المولود يا من تحققت فيك كل الوعود اشمل العالم بسلامك.

 

 

وكيل مطرانية حلوان والمعصرة وتوابعهما