رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على طريقة سرد شهرزاد لشهريار.. أستكمل معكم اليوم باقى الحكاية.. فى الليلة التى بكى فيها السلام من الرجل الحاصل على جائزة نوبل للسلام «أبى أحمد».. هذا الرجل الذى يلعب على الحبال متوهما أن مساندة داعميه ستمنحه الفوز فى النهاية برغم كل ما يمارسه الآن من وحشية شديدة مع قومية «اقليم تيجراى» من أبناء دولته العامر تاريخها بالتناحر واسالة الدماء على مدار تاريخها المترامى والتى لا ينقصها المزيد.. بل كان قد زاد الزمن منه ولا زال يزيد.

وتستكمل «شهرزاد».. والناظر إلى دولة إثيوبيا منذ مجىء «أبى أحمد» يا مولاى.. سيلاحظ بوضوح شديد أن إثيوبيا باتت تدفع ثمن صعود هذا الرجل الدموى لسدة الحكم.. تلك الدولة التى كانت تتطلع فى حاضرها وتأمل فى مستقبلها القادم للاستقرار من أجل احداث التنمية، ولالتقاط أنفاسها بعد تاريخ طويل جدا لم ترتح خلاله يوما واحدا من الحروب الطاحنة الدائرة بين العرقيات والقوميات المختلفة التى يتكون منها النسيج الفسيفسائى للسكان فى إثيوبيا، وكذلك الحرائق المدمرة على هذه الأرض السمراء الخصبة.. وبخاصة بعدما عاشت فترة من الاستقرار أو شبه الاستقرار فى عهد رئيس الوزراء الأسبق «مليس زيناوى» زعيم تيجراى الذى أرسى على البلاد الطابع الفيدرالى لدمج كل الثقافات والإثنيات المتعددة.

إلا أن «أبى أحمد» الآن يسعى إلى تحقيق حلمه الامبراطورى باحكام قبضته على السلطة بشكل مركزى من خلال ما يعرف بـ«ايديولوجية الانصهار» والتى حملها اسم كتابه الذى قام بنشره منذ فترة من الزمن، والذى تحدث فيه عن فكرة الاندماج الوطنى وفرضها على العرقيات.. وقد ترجم ذلك بالفعل عندما حل حزب الازدهار محل الجبهة الديمقراطية لشعوب إثيوبيا، مستندا على تأييد عرقية الامهرة ضاربا عرض الحائط بمعارضة كل من الاورومو والتيجراى.

وبداية من تضييقه على المعارضة، مرورا بانتهاجه وممارسته لسياسات يمكن وصفها بأريحية شديدة بانها ثأرية، وصولا لاستخدامه القوات المسلحة والعنف والمواجهة المباشرة مع اقليم تيجراى.. كل ذلك لفرض مشروعه القسرى على بقية القوميات.. وكل ذلك أيضاً يعد امرا مخيفا على امن واستقرار وسلامة أرض وشعب دولة إثيوبيا، هذه الدولة التى ظلت ثابتة موحدة على مضض طوال تاريخها الحديث، حيث كان كابوس تفكيكها أمرا واردا طوال الوقت منذ عهد الامبراطور.

ولعل المادة رقم 39 من الدستور الإثيوبى الحالى والتى تتيح لكل قومية فكرة انها تنفصل وتعلن دولة مستقلة بها، وهى المادة التى يتصدى لها «أبى أحمد» بكل قوة وحسم وأيضاً بكل غباء وعنف، إلى حد ربما يصل به إلى مسألة التطهير العرقى الذى بدأ بالمذابح التى شردت الآلاف من سكان اقليم تيجراى وقتلت آلافا أخرى منهم أيضاً. وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.