رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى اطار سلسلة المقالات التى ننشرها تحت عنوان «العولمة فى مصر فى سياق تاريخي» وبعد أن تحدثنا فى مقالات سابقة عن العولمة فى مصر القديمة، نستكمل ابتداء من هذا المقال مرحلة تاريخية جديدة مرت بها مصر، العصر الوسيط، والتى تبدأ منذ الفتح الإسلامى لمصر بقيادة عمرو بن العاص بين 639 و642م وتنتهى بغزو مصر من قبل الأتراك العثمانيين عام 1517م. وفى سياق التاريخ المصرى، كانت تلك الحقبة التى تخلت فيها مصر عن ماضيها لتبنى لغة جديدة ودينًا جديدًا- فى الواقع، ظهور ثقافة جديدة تمامًا. ومع ذلك، فى حين أنه من الصحيح أن تقاليد وثقافة الماضى كانت مهجورة بطريقة ما، الا أن العديد من جوانب الحياة المصرية، خاصة فى المناطق الريفية، قد استمرت دون تغيير تقريبًا.

وبالتالى فإن الفحص الدقيق لتاريخ مصر يبين إلى حد كبير دراسة للعمليات التى تطورت من خلالها الحضارة الإسلامية المصرية، ولا سيما عمليات التعريب والأسلمة. ويبدو أن حصر التاريخ المصرى فى التطورات الداخلية للبلاد هو تشويه له، فطوال ذلك التاريخ كانت مصر جزءًا من إمبراطورية عالمية عظيمة، وضمن هذا السياق الأوسع، فإن تاريخ مصر يعد بمثابة سجل لكفاحها الطويل للسيطرة على تلك الإمبراطورية- فى كل من العصور القديمة والحديثة. وفى هذا المقال والمقالات التالية سيتم تناول تاريخ مصر فى العصور الوسطى، منذ الفتح الإسلامى عام 640 م حتى ضمها من قبل العثمانيين عام 1517م. لذلك، فإن أحداث ما يقرب من تسعة قرون قد تم ضغطها، ومن ثم سيتم تلخيص العديد من تلك الأحداث المهمة.

لقد كان الفتح العربى الإسلامى لمصر عام 640م نقطة تحول مهمة فى تاريخ المنطقة الطويل، منذ أن تم ضمها إلى الإمبراطورية البيزنطية، ما خلق انفصالًا بين حقبتين من أديان وثقافة ومجتمع مختلفين وبالتالى خلق حقبة كاملة. فمنذ الفتح العربى الإسلامى حتى الغزو العثمانى عام 1517م، مرت العديد من الحكومات والسلالات عبر مصر. فبين عامى 641 و868م، كانت مصر مجرد محافظة تابعة للخلافة الإسلامية، سواء كانت من المدينة المنورة أو دمشق أو بغداد. وعندما تولى أحمد بن طولون السلطة عام 868 م، شهدت مصر استقلالًا ذاتيًا جزئيًا واستقلالًا رسميًا عن الخلافة الإسلامية التى كانت مقرها بغداد. أسس حقبة الطولونيين القصيرة العمر. وفى عام 904م، قام القائد العباسى محمد بن سليمان الكاتب بتدمير العاصمة الطولونية «القطائع» وأنشأ دولة عباسية فى مصر عام 909م. تولى محمد بن ﻃﻐﺞ الإخشيدى (الإخشيد) وإلى الشام شئون مصر عام 934م، وأسس دولة الإخشيديين على يد الوزير ذى الخبرة السياسية كافور الاخشيدى وهيمنت على البلاد فى السنوات التى أعقبت تأسيسها عام 946م. والذى كان سببا فى تأخر وصول الفاطميين إلى مصر الذين كانوا يعدون العدة لغزوها منذ وصول الإمام الفاطمى المعز لدين الله إلى السلطة عام 956م. وهكذا فتحت وفاة كافور الاخشيدى عام 968 م الطريق أمام الخلافة الفاطمية لغزو مصر.

لقد نجحت الدولة الفاطمية فى تحقيق مآثر عظيمة وضمنت لها مكانة متميزة فى التاريخ الإسلامى والمصرى على حد سواء. فعندما غزا القائد جوهر الصقلى مصر عام 969م. ووصول الإمام المعز لدين الله عام 973م، أصبحت مصر مركزا للخلافة الفاطمية. وأقامت دولة قوية فى مصر، وتأسست العاصمة «القاهرة» على يد جوهر الصقلى، ومع إنشاء جامع الأزهر، الذى بنى عام 972م، فقد أصبح المركز العالمى للدعوة الإسماعيلية.

أستاذ بعلوم القاهرة

[email protected]