عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور



( الآن ... لم يتبقى لى سوى الفراغ والعدم ).
كتب تلك الكلمات الكاتب الكبير الاستاذ "ابراهيم عبد المجيد" - على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك" -  ضمن رثائه لصديق عمره الكاتب والروائى المبدع " سعيد الكفراوى",  او كما أطلق هو على نفسه لقب  " ناسك القصة القصيرة" , الذى ينتمى لجيل الستينات  , والذى رحل عن عالمنا منذ عدة أيام , وبتلك المناسبة المؤسفة للغاية سأذكر لكم ما قاله أيضا استاذنا الجميل  "ابراهيم" ربنا ينعم عليه بالصحة والعافية -  أن صديقه المقرب الاستاذ  " سعيد "  كان يطلب منه وهو في أيامه الأخيرة , أن يدعو له دائما  بسرعة الرحيل عن هذه الدنيا , وتحديدا بعد أن فقد نصفه الاخر زوجته السيدة "احلام" رحمها الله واسكنها فسيح جناته , وذلك حتى يلحق بها فى الحياة الاخرى.
رحم الله هذا الرائد المصرى العميق والمتعمق فى محليته ,  الذى يعد من أهم رواد فن  كتابة القصة القصيرة  ليس فى مصر فقط وانما فى العالم العربى , ان لم يكن فى العالم بأكمله , فاستاذنا القدير " سعيد الكفراوى " رحمه تميز بأنه كان قد غاص فى أعماق أعماق تفاصيل الريف المصرى , وفى دهاليز وجدان شخصية الفلاح المصرى, تعمق كاد أن  يصل به الى العالمية , ويشعر باحترافيته فى التعامل مع حياة القرية كل من قرأ له, وهنا يحضرنى ما قاله ذات يوم عندما ساله أحدهم عن بدايته مع الكتابه فرد قائلا : (  أتذكر بدايات الوعى بالكتابة , حيث عشقت منذ صغرى قص الحكايات , فى ليالى حصاد القمح , فلا أزال اتذكر المنشد الشعبى فى مةلد سيدى ابراهيم الدسوقى , ويسترسل .... اتذكر تماما ملامح وجهه الذى مازال يخايلنى , وانغام ربابته التى تأتى بالحلم وتشع بالحكايات ).
فقد كتب كما قال هو بلسانه عن ( الجماعات المغمورة من الفلاحين والموظفين والمصدورين ومكسورى القلب والذين بلا امنيات كبيرة والمجروحين ....  والذين يمشون على السكك باحثين عن عزاء . باختصار كتب عن الجماعات البشرية التى تعيش فى وحشة وانعزال على حافة الوجود الانسانى .
ولعل كان ميلاده بقرية "كفر حجازي"  التى تقع بمدينة المحلة الكبرى فى محافظة الغربية ( وسط  دلتا  وريف مصر ) الذى قضى فيه أيام صباه أيضا , له بالغ الاثر فى ثقل وجدانه وحماسه وشغفه بالكتابة عن الريف الذى انتمى اليه وعاش به فترة هامة من بداية حياته.
ويذكر التاريخ انه كان قد كون ناديا ادبيا فى قصر ثقافة المحلة الكبرى مع عدد من اصدقائة المبدعين مثل : الاستاذ جابر عصفور , نصر حامد ابو زيد , محمد المنسى قنديل وصنع الله ابراهيم , ........ حيث شكلوا مجموعة تمتعت بأفكار هامة قاموا بطرحها فى حقول البحث العلمى والابداع والنقد الادبى.

لن ننسى من قال : ( لم أستنفذ غرضى مع القصة القصيرة , فعبرها أحاول أن أفهم أرواح الناس , من خلال كتابة تشبهنى , تفرضها طبيعة الكتابة .).
واتمنى من صناع الدراما والسنيما ان يعيدوا أحياء تراثه الجميل , ويجسدوا للجمهور بعض مما اعماله الرائعة .