روت لى جدتى رحمها الله عندما كنت فى الـ 10 او الـ 11 من عمرى- على ما أتذكر-، أننا أول دولة فى تاريخ الشرق الأوسط ينتخب بها برلمان، وقد كان ذلك فى عام 1866 م، وقد أطلق عليه اسم «مجلس شورى النواب»، ورغم اننى لا امتلك ذاكرة قوية الا اننى أتذكر جيدا انها أخبرتنى ايضا بأن أولى جلسات هذا البرلمان كانت قد عقدت فى يوم الأحد الموافق 25 من نوفمبر من نفس العام، وكان ذلك البرلمان برئاسة «راغب باشا» رحمه الله.
ولعلى وددت ان أذكركم اليوم كذلك بتاريخ اول مشاركة للمرأة المصرية فى الحياة النيابية، فالمرأة المصرية كانت قد بدأت هذا المشوار منذ عهد الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر»، الذى منحها حق الترشح والمشاركة منذ عام 1957م بموجب دستور 1956م.
وبنظرة سريعة على نسب مشاركة المرأة المصرية فى الدورات المتتالية للبرلمانات السابقة منذ بداية ممارستها لحقها الدستورى فى الترشح والانتخاب، اى منذ عام 1957م وحتى آخر دورة برلمانية فى 2015م سنلاحظ ما يلى، فى عام 1971م بلغت نسبة النساء حوالى 2%، وفى عام 1979 م بلغت ما يقرب من 10% (بسبب تطبيق نظام الكوتة).
تراجعت هذه النسبة مرة أخرى إلى ما يقرب من 2% بسبب الغاء نظام الكوتة، ثم زادت الى أن وصلت إلى ما يقرب من 12% فى برلمان 2010 م بسبب تطبيق نظام الكوتة مرة أخرى (فى آخر برلمان قبل ثورة 25 يناير)، وفى برلمان عام 2012 م( برلمان عام حكم جماعة الاخوان الارهابية) شاركت المرأة بنسبة حوالى 2%، بواقع 11 سيدة من إجمالى 584 عضوا، وفى آخر دورة برلمانية (عد ثورة 30 يونيو) كانت قد زادت نسبة مشاركة النساء لتصل إلى 15% بواقع 90 نائبة من أصل 584 الاجمالى، وذلك راجع لسببين: اولهما مبادئ آخر الدساتير، والآخر هو دعم القيادة السياسية للمرأة، التى استطاعت اثبات جدارتها فى الحياة البرلمانية سواء من خلال طرح مشاريع القوانين والعمل على مناقشتها بكفاءة، أو من خلال المناقشة الجدية للعديد من القضايا المحورية فيما يخص المرأة على وجه الخصوص أو فيما يخص كافة قضايا الدولة المصرية بشكل عام، حيث أثبتت للجميع قدراتها.
وقد شجع ذلك الدولة والقيادة السياسية على منحها مزيدا من الفرص بالاستجابة وسن التشريعات المختلفة لتصل اليوم أعداد مشاركة وترشح المرأة على الدوائر بنظام القائمة حوالى 607 سيدات من اجمالى 1136 مرشحا (من الرجال والنساء)، وذلك بنسبة 53.3%، كما بلغت أيضًا اعداد مشاركة المرأة المصرية بالنظام الفردى حوالى 344 سيدة بنسبة 9% من اجمالى اعداد المرشحين ككل على المقاعد الفردية.