رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

(يعجبنى جو الإسكندرية لا فى صفائه وإشعاعاته الذهبية الدافئة، ولكن فى غضباته الموسمية عندما تتراكم السحب وتنعقد جبال الغيوم).

قال تلك السطور عميد الرواية العربية الأستاذ الكبير «نجيب محفوظ» عندما سأله أحدهم عن رأيه فى مدينة الإسكندرية التى وقع فى غرامها منذ عرف دق الحب باب قلبه الرقيق، هذه المدينة التى وصفها فى أول سطور بداية روايته «ميرامار» قائلا: (الإسكندرية أخيرا.. الإسكندرية قطر الندى، نفثة السحابة البيضاء، مهبط الشعاع المغسول بماء السماء، وقلب الذكريات المبللة بالشهد والدموع).

وبينما أنا جالسة على الطاولة التى تقع بأقصى اليمين والمطلة على البحر مباشرة، أكتب سطورى هذه وقت غروب الشمس على شاطئ أبى قير بمطعم «زفريون»، جاءنى «الحاج مصطفى» صاحب المكان، الذى تشبه ملامحه روح المكان وتاريخه العريق، جاء مبتسما ليخبرنى ويقول: مساء الفل تانى يا أستاذة.. هااااا مستعدة تشوفى سمكة التونة -التى تبلغ من الوزن ما يتعدى الـ250كجم- اللى وعدتك تشوفى إزاى بنجهزها للتعليب قبل ما تطلع على إيطاليا ونصدرها للخواجة هناك فى الاتحاد الأوروبى؟.. وضحكت أنا وقلت له: ممممممم.. جميل مستعدة طبعا ومتحمسة يا حاج مصطفى، رجالة إسكندرية دايما كده لما بيوعدوا بيوفوا بكلامهم، هستأذنك بس أكمل المقال وبعدين أودع أستاذى الرائع «نجيب محفوظ» وآجى معاك علطول نشوف قصة سمكة التونة ديه هههههههه. فقال لى «الحاج مصطفى» خدى وقتك تماما.. وأنا منتظرك.

وبعد أن تحرك كام خطوة إلى الأمام، رجع للوراء وعاد لى يقول مازحًا: وماتنسيش تقفلى باب «ميرامار» بعد ما تخلصى هههههههه. فقلت له: لااااا كده بقى يبقى تعالى واحكى لى.. هو الأستاذ «نجيب محفوظ» جه المطعم هنا؟. فجلس الحاج مصطفى على الكرسى الذى أمامى وقال لى: يا ريت يا أستاذة والله ده كان يبقى شرف كبير أوى أووووووى.

قلت له: أصلى شُفت صور لمشاهير كتير هنا على جدران المكان، لعل أشهرهم هو الرئيس الراحل «محمد أنور السادات» رحمه الله، فرد علىّ «الحاج مصطفى» قائلاً: الله يرحمه ويحسن إليه ده كان زعيم على حق ماجاااااش منه اتنين فى الدنيا ديه.. وأشار لى بيده قائلاً: بصى هناك كده.. أهو ده الركن اللى كان كل ما ييجى هنا بيحب يقعد فيه.. أنا طبعًا ما شوفتوش، لكن أبويا كان بيحكى لى والخواجة كمان صاحب المكان هو ومراته حكوا لى عنه وعن هيبته وهو داخل المكان.. ولعلنا تنهدنا فى نفس اللحظة وقلنا فى نفس واحد.. يااااااه ذكرياااااات.