رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لطالما كانت الأنشطة التجارية جانبًا حيويًا لأى حضارة سواء على المستوى المحلى أو الدولى وكان هناك دائمًا شيء يفتقر إليه الناس ويحتاجون إلى شرائه من خلال التجارة مع الآخر. كانت مصر القديمة دولة غنية بالعديد من الموارد الطبيعية ولكنها كانت لا تزال غير مكتفية ذاتيًا ولذا كان عليها الاعتماد على التجارة للحصول على السلع والكماليات الضرورية. فى مقالته المهمة «النساء فى العالم القديم» بقلم جيمس سى طومسون (2017)، قال إن هناك ثلاث ميزات لمصر القديمة تتحد لتكوين نظام اقتصادى فريد: لم يكن لديها عملات معدنية، لم يكن لديها طبقة التجار، أخيرًا اعتمادها على ثروتها، مما مكنها من التجارة بكل الضروريات وبمجموعة واسعة من الكماليات، ثم أضاف: على عكس الإغريق والرومان، لم يكن المصريون يرون التجارة وسيلة شرعية للثراء، كان التجار مجرد عمال زراعيين يعملون في نقل البضائع وتسليمها؛ ويتم دفع أجورهم مقابل هذا العمل ولم يكونوا ينتظرون أى ربح إضافى، وبالتالى فإن رواتبهم كانت كل ما ينتجونه بأقل الضرائب والإيجارات وما إلى ذلك، وللمرة الأولى لم تكن هناك قيود قانونية على النشاط الاقتصادى من النساء فى مصر القديمة.

لقد بدأت التجارة فى مصر أواخر فترة ما قبل الأسرات (حوالى 6000–3150 قبل الميلاد) واستمرت عبر مصر الرومانية (30 قبل الميلاد–646 م). وفى معظم تاريخها، كان اقتصاد مصر القديمة يعمل بنظام المقايضة بدون نقود. لم يكن ذلك حتى الغزو الفارسى عام 525 قبل الميلاد. حيث تم إنشاء اقتصاد نقدى فى البلاد. قبل هذا الوقت، كانت التجارة قد ازدهرت من خلال تبادل السلع والخدمات على أساس معيار القيمة الذى كان يعتبره الطرفان أمرا عادلا. وهنا بدأت التجارة بين الوجهين القبلى والوجه البحرى، وبين مختلف أحياء تلك المناطق قبل التوحيد (3150 قبل الميلاد. وبحلول عهد الأسرة الأولى لمصر (حوالى 3150–2890 قبل الميلاد) كانت التجارة قد أقيمت بالفعل مع بلاد ما بين النهرين. وقد أسس ملوك الأسرة الأولى حكومة مركزية قوية فى عاصمتهم ممفيس سرعان ما تطورت نظم بيروقراطية تعاملت مع تفاصيل إدارة البلاد، بما فى ذلك التجارة مع الأراضى المجاورة. وكانت بلاد ما بين النهرين شريكًا تجاريًا مبكرًا، ولوحظ تأثيرها على تطور الفن والثقافة المصرية، وخاصة السومرية.

بحلول عهد الأسرة الأولى، كانت التجارة الدولية قد بدأت مع مناطق بلاد الشام والنوبة، وكان لمصر مستعمرة تجارية فى كنعان، وعدد آخر فى سوريا، وحتى أكثر فى النوبة. كان المصريون قد طوروا بالفعل من بناء قوارب القصب المصنوعة بورق البردى إلى صناعة السفن الخشبية، وكانت تُرسل بانتظام إلى لبنان للحصول على الأرز. أما الطريق التجارى البرى الذى يمر عبر وادى الحمامات من النيل إلى البحر الأحمر، فكانت تتجمع فيه البضائع وتربط على ظهر الحمير. وكان أن تم نقل معظم البضائع التى يجب نقلها إما عن طريق نهر النيل أو عبر كل من البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأحمر. لقد تشكلت ثقافة الأعمال فى مصر من اعتماد السكان تقريبا على نهر النيل العظيم الذى أصبح المبدأ المنظم لإدارة مصر حوله، فتم تخزين الحبوب وشحنها، وتجفيف الأراضى وسقيها. مما حدا بالمؤرخ بول جونسون، أن يؤكد «اختلاف التاريخ المصرى عن سهول الاودية الغرينية الأخرى، مثل نهرى دجلة والفرات ونهر السند، والتى كانت مهد الحضارات الأولى». وأنهم كانوا أكثر إدراكا لمقتضيات التجارة الناجحة وتم توثيق الجانب الإدارى فى الاقتصاد المصرى وامتلكت الدولة والمعابد الثروات الضخمة وكان أن استخدمت قوتها، كما حدث فى عهد سيدنا يوسف، فى توزيع الحبوب لدعم السكان فى الأوقات العصيبة.

--

أستاذ بعلوم القاهرة

[email protected]