عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

 

(اعتدت أن أمضى شهرًا من كل عام فى الإسكندرية ، وكنا ننزل فى بنسيون فى شارع السلطان حسين ، ومن هناك نستقل الترام حتى نصل إلى الكورنيش ، وعندما بدأ صديقى باشا فى تنفيذ مشروع الكورنيش الحالى (عام 1930) ، تعرض لهجوم شديد فى الصحف ، واتهامات بالرشوة والتشكيك فى ذمته المالية، على الرغم من أهمية الكورنيش الذى أضاف للإسكندرية بعدا جماليا آخر.......).

كتبت تلك الكلمات التى وردت على لسان الاديب العظيم «نجيب محفوظ»، وانا جالسة فى الاسكندرية المارية على شاطىء « أبى قير» وتحديدا فى مطعم «زفريون» العريق - الذى سيحتفل بعد اقل من شهر بمرور 100 عام منذ افتتاحه على يد الخواجة اليونانى «زفريون» - ولكن أصبحت تمتلكه اليوم عائلة مصرية سكندرية أصيلة تعود جذورها الى أعماق تاريخ منطقة أبى قير الساحلية، تلك المنطقة المصرية الخالصة التى تختلط فيها رائحة اليود بقطرات الندى التى تبلل الطاولة التى أمامك، والتى تبقى هكذا بانتظار أن يتأتيها العامل المهندم كى يمسحها لك ، قبل أن يضع عليها ألذ وأشهى أطباق الاسماك والمأكولات البحرية، المصنوعة بيد الشيف «جلال»، هذا الرجل الانيق الجميل السودنى الاصل صاحب البشرة السمراء والاسنان البيضاء التى تظهر حينما يأتيك فى الأثناء وانت تقشر الجمبرى أو فى لحظة استمتاعك مع الكابوريا .... ليقول لك بابتسامته الهادئة الساحرة : أهلا بمعاليك يا باشا أو أهلا بمعاليكِ يا هانم – الاكل عجب حضرتك؟ ليك أى طلبات ؟ انا هنا موجود وفى خدمتك .....

وعلى وعد بأن أستكمل معكم حديثى مرة أخرى فى- زيارتى القادمة للاسكندرية -عن مطعم زفريون الذى يقع فى غرامه كل من يذهب اليه، كما سأحدثكم كذلك عن ذوق وجدعنة الحاج «مصطفى» ابن الاصول ....ولكنى  سأعود معكم الآن لاستكمال باقى حديثى عن بعض من ذكريات نجيب محفوظ فى الاسكندرية الجميلة، والتى ظهرت معالمها و ملامحها ورائحة جوها الخريفى بشكل واضح فى رواية «ميرامار» التى نشرت فى عام 1967م , و ايضا فى رواية «السمان و الخريف» . و من يتذكر معى التفاصيل بالأحداث والاشخاص هنا أو هناك سيجد أن الاسكندرية كانت بالنسبة للابطال هى الملجأ و المفر من الضغوط والمشاكل التى كانوا يتعرضون اليها.

فعندما تقرأ رواية «ميرامار» مثلا, و تبدأ فى الغوص بين سطورها , ستبدو لك على الفور الاسكندرية المنفتحة على الثقافة الاوروبية عبر الجاليات المتعددة التى استوطنتها منذ زمن بعيد و خاصة الجالية اليونانية , و التى مثلها أديبنا بشكل رمزى فى بنسيون «ميرامار» وصاحبته مدام «مارينا» , كما ايضا الصحفى العجوز الذى تجاوز الـ80 الاستاذ عامر وجدى , والذى قصد الإسكندرية لأنها كانت مسقط رأسه ، ولم يكن لديه عائلة ولا أى أقرباء، ولذا فقد لجأ إلى بنسيون (ميرامار) بعد عشرين عاماً من إقامته الأخيرة فيه، حيث وجد الأجواء شبه عائلية بالبنسيون ، إضافة إلى علاقته القديمة مع ماريانا ، وكان من اللطيف استعادة ذكرياته المشتركة معها.

ولحديثنا بقية