رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

 

 

 

(...... كان رسم دخول كازينو «سان استيفانو» قرشين صاغ، وبالحمام هناك قسمان: الاول: للرجال، والثانى: للسيدات، ونظرا لصغر سنى كانوا يسمحون لى بدخول حمام السيدات، وكانت نساء الطبقة الراقية يرتدين المايوه، ويضعن قبعات على رؤوسهن.....، وكانت الاسكندرية هادئة، وقد كان الاثرياء يذهبون لقضاء الصيف فى أوروبا، فى حين كانت الطبقات الشعبية تفضل قضاء الصيف فى روض الفرج، حيث تتمركز الفرق المسرحية، اما شواطئ رأس البر فكانت خاصة بأهل دمياط......).

هكذا تحدث الاديب العظيم والاستاذ الكبير «نجيب محفوظ» للكاتب والاستاذ القدير «رجاء النقاش» فى كتاب ( نجيب محفوظ: صفحات من مذكراته وأضواء جديدة على أدبه وحياته)، عن الصيف فى مصر عموما، وعنه فى مدينة «الاسكندرية» تحديدا، تلك المدينة التى بدأت علاقته وزارها للمرة الأولى فى عام 1920 م، وذلك عندما اصطحبه والده اليها لقضاء اجازة الصيف عند صديقه المقرب «محمد بك عمرو» الذى كان من الاعيان فى هذا الوقت، وكان يمتلك «سرايا» كبيرة فى منطقة «سان استيفانو»، وهذه «السرايا» كان بها بيت صيفى صغير، اعتادت أن تقيم فيه اسرة «نجيب محفوظ» طوال فترة الاجازة، فى حين كان يسافر «محمد بك عمرو» إلى أوروبا لقضاء الصيف مع اسرته هناك.

ولن اخيفكم أمرًا اعزائى... فقد وقع اختيارى على هذا الكتاب فى البداية، لأحدثكم عن ذكريات «نجيب محفوظ» عن «نصر أكتوبر المجيد» وعن رأيه الموضوعى فى الرئيس الراحل «محمد انور السادات» وثورة التصحيح، الا أنه قد جذبنى بشدة وانا أتصفح أوراقه، وسطوره ما خطه الاستاذ «رجاء النقاش» عن علاقة اديبنا الرائع بالمدينة الرائعة وقد صادف ذلك عودتى منها الأسبوع الماضى، فغيرت المسار وقررت مع اقترابنا من منتصف خريف 2020 أن أعود بكم فى رحلة سريعة عبر هذه السطور إلى أجواء صيف عشرينيات هذا القرن فى صحبة أعظم الأدباء وذكرياته مع عروس البحر المتوسط.

وأعود واستكمل معكم عن المرة الثانية لزيارة «نجيب محفوظ» للاسكندرية المارية يقول:

(بعد حصولى على شهادة البكالوريا- بتفوق- فرح والدى كثيرا، ومنحنى عشرة جنيهات كاملة، رغم معارضة أمى وثورة عمى الذى قال لوالدى: انت سوف تفسد الولد... تعطيه 10 جنيهات مرة واحدة!!!! كانت الـ10 جنيهات وقتها مبلغا محترما، حيث كان مرتب الموظف الحاصل على البكالوريا لا يزيد على 6 جنيهات شهريا.

فأخذت منحة أبى وذهبت إلى الاسكندرية مع صديقى «إبراهيم فهمى دعبس»، وقد أمضينا 30 يوما فى الأكل والشرب والسهر، وبعض الأشياء الأخرى التى كانت من عبث الشباب).

ولحديثنا بقية..