رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سطور

ووصلت سيارة الإسعاف تطلق صوتا حادا، ونزل منها رجلان بسرعة وانحنيا فوق جسد الضحية، أهى أنا؟؟؟!!!! استمعت لصوتيهما من قريب، ثم لصدى تهكمهما وهما يرددان الكلمات نفسها، بعد ذلك قاما بوضع الجريحة على نقالة وحملاها فى سيارة الاسعاف.. وحل الصمت.

وهنا سكتت شهرزاد عن الكلام المباح (مؤقتا).... ممممممممممممم

كنت قد توقفت فى سرد رواية (الحادثة) للكاتبة السنغالية (ميريام ارنر فييرا)، وسأستكمل معكم اليوم الجزء الأخير لتلك الرواية القصيرة جدا الرائعة.

إننى أطفو مثل الريشة فى مهب الريح، وأصل السحب، ثم أشعر بالخوف من هذا الفراغ الذى يحيطنى، وكان كل أملى هو العودة إلى البحر، وملامسة الموجات المزبدة التى تكسونى طهارة رائقة، لكن الماء انسحب ليترك الساحل مقفرا.

ومن جديد وصلت الأمواج، وراحت تهددنى وتثير اطمئنانى، فشعرت بأننى أذوب فى المادة السائلة، ولم أعد سوى موجة خفيفة، عاودت رؤية صباحات طفولتى الهادئة، وزهر الربيع المؤطرة بالندى فى السهل الذى كنت أرتاده منذ الفجر، لأتأكد مما إذا كان يحبنى قليلا أو كثيرًا أو بعنف؟.

ومن دواخلى، كنت أسمع همس الأمواج توشوشنى وتدعونى: (تعالى معنا، سنكسيك العدالة والحرية والوقار، وستنامين فى سرير الحقيقة الذى يحرسه السلام، تعالى سيسهر عليك حراس يقظون، حتى قدوم الزوج الذى سيأتيك من الجانب الآخر من الشاطىء، ومن وراء البحار والسهول والجبال الصغيرة ويأخذ بيدك).

دكار – يوليو 1996م.

وتوتة توتة خلصت الحدوتة الافريقية السمراء.. والتى تنمى لـ(بشر تلمسوا انتماءهم للجنس البشرى-رغم كل التحديات ورغم كل ما تعرضوا له من قهر- من خلال الكثير من النجاحات التى حققوها سواء على أراضيهم الخضراء أو على الأراضى التى استعبدتهم، والتى وصلوا فيها إلى مستويات عالية من الانجاز الانسانى فى الفنون والعلوم والآداب).

وبتلك الكلمات كنت قد اختتمت مقالى السابق، وأود أن أوجه دعوة فى ختام مقالى اليوم إلى ضرورة الاهتمام بالأدب الافريقى بشكل عام وليس النسائى فقط منه وإحياؤه، أو ما يسمى بـ(أدب الزنوجة)، وتعريف الزنوجة ببساطة، وبحسب الشاعر السنغالى الأشهر (ليوبولد سنجور): عرفها على أنها العقد الناظم لجميع القيم التى تميز الشعوب السوداء، فهى الثقافة والوجود الافريقى، أى أنها الوعاء الثقافى الحافظ للهوية الأفريقية ولذا فقد رفض اعتبارها حركة عنصرية كما يزعم البعض بنوع من الجهل. وقد كان سنجور من أوائل الذين دعوا إلى تأصيل مصطلح ( الزنوجة).

ولعلى أدعو إلى دعم هذا النوع من الفنون، لأنه مخزن هام للغات الافريقية على اعتبار أن اللغة هى أحد أهم عناصر الهوية ووسيلة للتواصل، وهو أيضًا الذى يعبر عن تاريخ وتراث الأجداد الأفارقة.

وإلى وعد بسرد ومناقشة قصة أو رواية أفريقية مختلفة.. أترككم على كل خير.