رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

الفيسبوك إحدى أشهر منصات التواصل الاجتماعى، تَعلّقَ الناس به حدّ الإدمان، فلا يتخيل أحدهم حياته من دونه، استطاع الفيسبوك فى غضون سنوات قليلة أن يجذب انتباه الناس للانضمام لكتيبته والانشغال بتفاصيله.

الفيسبوك فكرة عبقرية حققت معجزة لم تكن بالحسبان، وهى ضم كل سكان العالم تقريبًا فى بوتقة واحدة مع اختلاف جنسياتهم وأديانهم ولغاتهم وعرقهم، الهدف فى ظاهره التواصل الاجتماعى والتعرف على ثقافات الشعوب ولكن فى باطنه انقلب لأشياء أخرى تنسف صدق ومشروعية الهدف المعلن.

ولا شك أن لشبكة فيسبوك الأمريكية قوة وتفردا وقيادة وهيمنة وذلك لسببين هامين وهما قوة الانتشار العظيمة ومجانية التطبيق والذى سهّل وأتاح للجميع الدخول عليه مجانًا بلا أية مصاريف وبالتأكيد سهّل السبب الثانى عمل السبب الأول وعزّز من تقدمه السريع.

ولقياس معدلات الانتشار السريعة جدًا للفيسبوك إليكم لغة الأرقام والتى لا تكذب، بلغ مستخدمو الفيسبوك فى العالم شهريًا فى نهاية عام 2019م كما أعلنت إدارة الفيسبوك 2.5 مليار مستخدم، هل لك أن تتخيل هذا الرقم المهول! أما مصر فتحتل المركز التاسع عالميًا فى عدد مستخدمى الفيسبوك بنحو 38 مليون مستخدم وفقًا لآخر إحصائية.

وأظهرت دراسات عدة وبشكل علنى وواضح مساوئ الفيسبوك موجهة انتقادات كثيرة له منها على سبيل المثال أنه أصبح أحد أهم وسائل التباعد الاجتماعى وعزلة الأفراد، اختراق خصوصية المنتمين إليه، اعتبره البعض بيئة ملائمة لنشر الكراهية والتعصب بين الأفراد هذا بالإضافة إلى دوره فى إثارة الخلافات السياسية والدينية والعرقية بين الأفراد.

ولكن لم يكن أبدًا بالحسبان أو حتى يخطر ببال مؤسسيه أن يتحول الفيسبوك من منصة ذات هدف شرعى معلن (التواصل الاجتماعي) إلى وسيلة يتم استخدامها لإتمام جرائم النصب والاحتيال عن طريق انتحال الصفة والكذب والتزييف واختلاق أمور غير حقيقية لتسهيل جرائم النصب.

فأصبح الفيسبوك بلا أدنى شك بيئة مُهيئة لإتمام جرائم النصب، والنصب عند القانونيين يُعرف بأنه الاستلاء على مال منقول مملوك للغير باستخدام إحدى وسائل التدليس المنصوص عليها فى القانون بنية تملكه أو الاستيلاء على شيء مملوك بطريقة احتيالية بقصد تملك هذا الشيء والشخص الذى يمارس ذلك يسمى نصابًا أو محتالًا.

أما عقاب النصاب وفقًا لنص المادة 336 عقوبات هو كالآتي: « يعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أى متاع منقول وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها إما باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمى أو تسديد المبلغ الذى أخذ بطريق الاحتيال... إلخ.

وهناك فرق بين النصب والسرقة فالاثنان يشتركان فى أنهما من جرائم الاعتداء على مال الغير والاستيلاء عليه ولكن تختلف الطريقة، فالسرقة يتم الاعتداء فيها على مال الغير دون رضاه ورغمًا عنه أما النصب فبرضاه بعد إيهامه بأمور مزيفة.

وما أكثر الصفحات المزورة على الفيسبوك والتى تنتحل صفة وهمية وتوعد الناس بربح وهمى شريطة سداد مبلغ محدد بطريقة الاحتيال لحصد هذا الربح الوهمى مستقبلًا وكله كذب فى كذب.

وما أكثر منتحلى الصفة والمزيفين والذين يقومون بانتحال صفة أحد الأفراد المهمين أصحاب المناصب الرفيعة ولكن أشكالهم غير معروفة لمعظم الناس وذلك لإيهام الناس كذبًا وزيفًا بصحة ما يقولونه أو ما سيطلبونه بعد ذلك لاحقًا.

فلا تأمنوا لأحد غير معروف لكم على هذه الشبكة ولا تصدقوا زيف ادعاءاته إلا بعد تقديم دلائل ومستندات تثبت حقيقة شخصيته وصدق كلماته.

«وللحديث بقية»