عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

طالعت خريطة وطنى الغالى مصر الحبيبة البالغ مساحتها مليون كيلومتر مربع تقريبًا ونهر النيل العظيم يتخللها من جنوبها إلى شمالها شريانًا للحياة ناشرًا الخير والازدهار وفى منتهاه الدلتا على شكل حرف (v) باللغة الانجليزية علامة النصر, وكأن هذا البلد العظيم الذى شرفه ربنا بذكره فى القرآن صراحة خمس مرات ومرات عديدة بمعناه قد كتب له النصر فى كل معركة يخوضها من أجل الحرية ومن أجل الكرامة والدفاع عن الحق ضد الظلم والجور والعدوان.

ولقد كتب ربنا على هذه الأرض التى تجلى فيها أن تكون مهدًا لأنبيائه ونُزلًا لهم ومأوى فى بعض الأحيان حماية من الظلم والظالمين , وهكذا فإن هذا الوطن العظيم يحمل صفة الوصال فى العلاقات الإنسانية وكذلك يحمل هذه الصفة فى الجغرافيا والتاريخ وصالًا بين أطراف الوطن جُغرافيًا ووصالًا للتاريخ امتدادًا لحضارة أجدادنا.

فمنذ آلاف السنين حلم المصرى القديم فى ربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض وصالًا عن طريق نهر النيل العظيم وأول من قام بهذا العمل سنوسرت الثالث عام 1874 ق.م حيث حفر قناة تربط بين البحرين عن طريق نهر النيل وقد طمرت هذه القناة فترة طويلة من الزمن ثم أعيد فتحها عدة مرات.

وظلت هذه الفكرة تعلو وتهبط على مر العصور إلى أن جاء نابليون أثناء غزوه لمصر فكانت جهوده أول الجهود فى العصر الحديث عام 1799 من قبل المهندس تشارلز لوبير ولكن سوء الحسابات أوقفت العمل.

وظلت المحاولات الفرنسية مستمرة وفى عام 1854 نجح المهندس دى ليسبس فى حشد الاهتمام بهذا المشروع وعام 1858 تشكلت الشركة العالمية لقناة السويس البحرية وحصلت على امتياز حفر القناة , وتم العمل فى القناة وافتتحت للملاحة العالمية فى عام 1869 شريانًا هامًا للتجارة العالمية ونشأت على ضفتيها مجتمعات عمرانية تزخر بالحياة والازدهار.

وجاءت الحكومة الرشيدة فى أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 وقامت بشق قناة السويس الجديدة لتسهيل حركة المرور فى القناة وتلك إضافة جديدة وتأكيد على نهج الدولة المصرية فى الوصال الإنسانى والجغرافى والتاريخى مع العالم أجمع وتلك سمة الدول المتحضرة فهذا أرث حضارى عظيم.

و كما فعل سنوسرت الثالث فى شرق البلاد فعلها أمنمحات الثانى فى غرب البلاد فى القرن 19 ق.م حيث ربط بحيرة قارون القابعة فى صحراء مصر الغربية غرب نهر النيل بمسافة 50 كم (وقد كانت مساحتها 2500 كم مربع تقريبا) حيث ربطها بنهر النيل عن طريق بحــر يوســف الذى شُـــق من النيل عند ديروط بأسيوط مــارًا بالمنيا وبنى سويف وصولًا إلى الفيوم وصالًا ببحيرة قارون التى تعتبر أكبر بحيرة طبيعية فى العالم فقد كان حلمًا وأصبح حقيقة لا خيالًا.

هذه هى خريطة وطنى وكيف كان يحلم أجدادنا وينفذون أحلامهم على أرض الواقع وصالًا جغرافيًا وإنسانيًا وتاريخيًا , أليس لنا أن نحلم كما كان يحلم أجدادنا وأن ننفذ حلمنا على أرض الواقع؟!.

فهل لنا أن نفكر فى ربط البحر الأبيض ببحيرة قارون فى قناة تسمى قناة قارون؟ تشق الصحراء لكى تحولها إلى مجتمعات عمرانية جديدة تزخر بالحياة والعمران مثل ما فعلنا فى شرق البلاد وتعطى قبلة الحياة لهذه البحيرة العظيمة بحيرة قارون التى تعتبر أكبر بحيرة طبيعية فى العالم، حيث كانت مساحتها تقترب من 2500 كم مربع والآن لا تزيد على 230 كم مربع تقريبًا.

إن هذا البلد العظيم يحمل فى جيناته صفة الوصال الإنسانى والحضارى والتاريخى والجغرافى فهو وطن للجميع وهو آمن لكل من يدخله.

وإذا كان هذا الاقتراح حلمًا، فإنه حلم مشروع.