رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان ومصر تكتوى بنار المحنة التى واجهتها فى يونيه 1967 وأضلعها تكاد تطبق على أنفاسها من شدة الصدمة التى واجهتها وتكاد تشعر بماء القناة يتلاطم بالشاطئ الشرقى للقناة وكأنه يعبِّر عن حزنه العميق لاحتلال جزء غالٍ من أرض الوطن وهو أرض الفيروز سيناء.

وتحرك الزمان بتثاقل شديد لأنها أيام أحمالها ثقيلة ومات عبد الناصر فى سبتمبر 1970 وتحمل المسئولية بعده القائد العظيم السادات وبدأ يتحرك فى كل الاتجاهات ويعد العدة لليوم المرتقب فبدأ بالقوات المسلحة المصرية ثم تحرك لإعداد المسرح السياسى على المستوى الإقليمى وكذلك على المستوى العاملى قبل البدء فى معركة التحرير.

وتقديرًا للموقف العام فقد كانت رؤية القائد السادات أن 99% من أوراق اللعبة فى يد أمريكا وقد أغفل الاتحاد السوفيتى فى هذا التوقيت، حيث كان القطب الثانى على مستوى العالم، وكأنه كان يستشرف المستقبل، فقد سقط الاتحاد السوفيتى وتفكك إلى دول مختلفة فى تسعينيات القرن الماضى كما توقع السادات.

أمام هذا الواقع هل تحركت أمريكا وهى تملك فى يدها 99% من أوراق اللعبة وذلك فى اتجاه حل المشكلة القائمة بين العرب وإسرائيل؟ الإجابة بلا، فلم تتحرك أمريكا رغم ذلك وبقيت المشكلة بلا حل، وعندما تحركت الإرادة المصرية وعبرت قناة السويس وغيرت الواقع بالقوة تحركت أوراق اللعبة، وهكذا فإن إرادة الشعوب حينما تريد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، وبدأت الحركة السياسية وحركة السلام، فمن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم، ومن لا يظلم الناس يظلم أى من لم يدفع عن نفسه الظلم بقوته يظلمه الناس.

واستطاعت مصر أن تحرر أرضها عندما غيرت الواقع بالقوة. هكذا حركة الشعوب لا يعيقها أحد حين تتحرك فى اتجاه تحقيق أهدافها العادلة، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فإن الدولة المصرية تواجه اليوم تحديات جسامًا على كافة الاتجاهات، حيث تجمعت قوى الشر بغية أن تهدد كيان الدولة المصرية بعدما وقفت فى 30 يونيه 2013 أمام الجماعة الإرهابية وعطلت مشروعها للاستيلاء على السلطة لصالح قوى الشر فى المنطقة.

ومن أخطر ما تواجهه الدولة المصرية مشروع سد النهضة الذى عكفت إثيوبيا على بنائه على النيل الأزرق من أجل نهضتها كما تزعم ولسنا ضد ذلك إلا أن نواياها الخبيثة بدأت تظهر رويدًا رويدًا، فكلما اقتربنا من الاتفاق على حلول عادلة ومنصفة للأطراف الثلاثة فى الأزمة مصر والسودان وإثيوبيا نرى الأمر وكأنه سراب ونعود إلى نقطة البداية، وهذا الأمر مستمر منذ ما يقرب من عشر سنوات والدولة المصرية تحاول بكل ما أوتيت من قوة وصبر أن تجد حلًا عادلًا ولكن إثيوبيا تراوغ وليست لديها نية الحل.

وأمام هذا العناد الإثيوبى والنوايا الخبيثة وعدم توافر الحجة القانونية والتاريخية والإنسانية لهذا العناد بدأت تلوح فى الأفق تساؤلات مفادها: أين أوراق اللعبة فى هذا الصراع؟ فإثيوبيا تقف ضد التاريخ والجغرافيا والإنسانية والقانون الدولى، وهى تريد نهضتها كما تزعم، فلا بأس فى ذلك، لكن هل يمكن أن يكون ذلك بالافتئات على حقوق الآخرين؟

وبدأت التكهنات السياسية بالبحث عن أوراق اللعبة فى يد من، وتشير الأصابع فى اتجاه معين دون الآخر، إلا أن أوراق اللعبة هى باختصار شديد فى أيادى قوى الشر التى لا تريد للمنطقة كلها أن تنهض وأن تستغل ثرواتها من أجل أن تجد لنفسها مكانًا بين الأمم.

كما أن هذه الأوراق لن تدخل فى المعادلة إلا إذا كانت أمام قوة فاعلة على أرض الواقع، وأن تكون قوة شاملة فى الاتجاهات العسكرية والسياسية والاقتصادية حتى تتحرك هذه الأوراق فى اتجاه حل هذه المشكلة التى تنذر بخطورة داهمة على المنطقة بأسرها لأنه صراع حياة وصراع وجود.

وهكذا إن كانت تبدو أوراق اللعبة فى يد قوى الشر إلا أنها فى واقع الأمر فى أيدينا نحن فلن يتحرك الموقف الساكن المتوقف عند نقطة معينة إلا مع هدير القوة الشاملة التى يجب أن تكون لدى الدولة المصرية بالتنسيق مع أشقائها العرب، لأن مداد الأقلام التى يمكن أن توقع على الاتفاق النهائى يستمد قوته من القوة الشاملة التى تتمتع بها الدولة المصرية.. وهكذا فإن أوراق اللعبة فى أيدينا.