رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

 

 

 

 ليست مبالغة.. وليس من قبيل ترديد «العبارات المعلبة» أو «الكليشيهات الجاهزة».. أن نقول اليوم إن «الإرهاب يترنح» فى مدن شمال سيناء.. فواقع الأمر وتطورات الأحداث تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك.. أن هذا «الترنح» هو فعلاً ما تعانى منه الآن جماعات الإرهاب التى تضع كل رهانها وتحشد كل قوتها على أرض مثلث مدن شمال سيناء (رفح- العريش- الشيخ زويد) التى لا تمثل مساحتها أكثر من 2% من إجمالى أراضى شبه الجزيرة.. ظناً منها أنها قادرة على استئصال هذا الجزء الغالى من الوطن.. وإعلانه إمارة لها تابعة لدولة خلافتهم المزعومة.

•• بالأمس

أعلنت القوات المسلحة بياناً يشفى غليل الصدور ويبرد نيران القلوب التى أشعلها الحادث الإرهابى الخسيس الذى وقع مؤخراً فى محيط مدينة بئر العبد.. وراح ضحيته 10 رجال من أبطال قوات إنفاذ القانون.. زف إلينا البيان نبأ الثأر للشهداء بتنفيذ 22 مداهمة و16 عملية نوعية أسفرت عن مقتل 126 فرداً تكفيرياً وتدمير 228 مخبأ وملجأ تستخدمها العناصر الإرهابية، بالإضافة إلى تدمير 116 عربة دفع رباعى.. بالإضافة إلى اكتشاف وتفجير 630 عبوة ناسفة تمت زراعتها لاستهداف قواتنا على طرق التحرك بمناطق العمليات.. واكتشاف وتدمير عدد 8 فتحات أنفاق يستخدمها الإرهابيون للمرور بين الأراضى المصرية والأراضى الفلسطينية فى غزة وتهريب السلاح والذخائر والعتاد.

وهذه الأرقام ذات دلالة بالغة الأهمية سواء على مستوى الخسائر البشرية للعناصر التكفيرية أو على مستوى القضاء على البنية التحتية للعناصر الإرهابية التى يتخذون منها نقاطاً لانطلاق عملياتهم الإجرامية.

•• النتيجة الطبيعية لذلك

أن يصاب التكفيريون بحالة من الذعر والترنح بسبب تكثيف العمليات العسكرية للقوات المسلحة والشرطة.. ونجاحها فى اقتحام وتدمير أوكارهم.. وتصفية الكثيرين من قياداتهم.. وقتل أو اعتقال أعداد كبيرة من هؤلاء المرتزقة.. وتجريدهم من ترسانات ضخمة من السلاح والعتاد.. لإضعاف قدراتهم القتالية العدوانية.. وهو ما تحقق بالفعل، وظهر فى أنهم لم يعد فى استطاعتهم إلا أن يمارسوا أعمال الفئران الجبانة من داخل جحورهم.. إما بمحاولات القنص غير الدقيق للجنود عن بعد ومن أقصى مدى يمكن أن تصل إليه أسلحتهم البائسة.. أو بتفجير العبوات الناسفة التى يستغلون نساءهم فى زرعها أمام آليات ومدرعات الجيش وقوات الأمن.

•• هذا الترنح

ربما يدفعنا إلى التحذير من ردة فعل التكفيريين التى عادة ما تكون باللجوء إلى توجيه ضربات انتقامية يائسة ضد أهداف خارج مناطق العمليات فى شمال سيناء.. وهذا ما عهدناه منهم حيث يحاولون نقل ساحة القتال إلى العمق.. عن طريق تصدير عملياتهم الإرهابية إلى قلب المدن الكبرى.. لمحاولة زعزعة الجبهة الداخلية وبث الخوف فى نفوس المصريين.. هذه استراتيجية دائمة لهم.. ولذلك فهم يحتفظون دائماً بخلايا نائمة لهم فى العديد من المدن.. تضم عناصر هاربة من هناك أو عناصر من «الذئاب المنفردة» المقيمة فى المحافظات التى تربطها صلات تنظيمية بتلك القيادات.. ومن هذه الخلايا تلك التى تم القضاء عليها منتصف شهر أبريل الماضى بعد معركة مع رجال الشرطة فى «عزبة شاهين» بمنطقة الأميرية.. وكان عناصرها يخططون لتنفيذ أعمال إرهابية تستهدف الكنائس ونقاط ارتكاز قوات الأمن المسئولة عن تطبيق حظر التجوال المفروض مساء بسبب وباء الكورونا.

•• بالتأكيد

لا نشك فى قدرة ووعى الأجهزة الأمنية على الإحاطة بمثل هذا الأمر والاستعداد له.. لكن يبقى من الضرورى التنبيه بأن ذلك يعد مؤشراً أيضاً على أن الفترة المقبلة لن تكون سهلة بالنسبة لأجهزة الأمن.. وأنها تتطلب كل اليقظة ورفع حالة الاستعداد والتسليح القصوى.. ترقباً لأى عمليات انتقامية خسيسة قد تلجأ إليها هذه التنظيمات الدموية تحت تأثير ما تعانيه من هزائم وخسائر فادحة.