رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

فعلها الصحفى محمود رياض ورحل مصاباً بمرض الكورونا.. ألقى بصخرة وسط بركة المياه الراكدة.. فحرك كل ساكن ومسكوت عنه.. وربما كاد يفسد احتفاءنا بـ«جيشنا الأبيض» من العاملين بالأطقم الطبية ودورهم البطولى والمشهود فى مقاومة هذا الابتلاء.. مضحين بأنفسهم وحياتهم وبيوتهم وأسرهم.. وسقوط العديد منهم مرضى.. أو شهداء.. أثناء تأدية عملهم بشرف وتضحية وأمانة وشجاعة.

•• صدمة حقيقية

أصابتنا جميعاً ونحن نقرأ شهادة الصحفى الراحل التى دونها على حسابه بموقع «فيسبوك» قبل وفاته بستة أيام.. وكيف أنه ظل طوال 14 يوماً يعانى أعراض المرض القاتل.. وتعرض خلال هذه الفترة لوقائع إهمال شديد.. ابتداء من هيئة الإسعاف حيث ظل ينتظر مدة 48 ساعة حضور سيارتها لنقله إلى مستشفى العزل.. وهو ينازع ويقاوم الحرارة التى أشعلت جسده.. ثم ما رآه أيضاً من إهمال فى مستشفى العزل.. حيث تركوه 48 ساعة أخرى فى انتظار نتيجة تحليل المرض «المسح» بينما هى لا تستغرق دقائق معدودة للحصول عليها فى العالم كله.. ثم جاءت النتيجة خاطئة.. واضطروا لإجراء مسح جديد بعد 3 أيام.. لينتظر نتيجته من المعامل 48 ساعة أيضاً.. وهكذا مر عليه أسبوع كامل دون أن يتلقى العلاج.. وكانت هذه الأيام السبعة كفيلة بإنهاء حياته.. ووفاته.

•• هكذا قال

وليته ما قال.. ولا رأى هذه الوقائع المرعبة.. لأن ما قاله يضعنا جميعاً فى دهشة وارتياب من حقيقة الجهود المبذولة لمواجهة هذا الوباء.. كما أنه يفتح الباب للمشككين والمغرضين والكارهين وأصحاب النفوس السوداء للإساءة لهؤلاء الأبطال الصامدين فى الصفوف الأولى لمقاومة المرض.. ولتشويه كل الجهود المبذولة.. التى شهدت بكفاءتها منظمة الصحة العالمية نفسها.. وتؤيدها الأرقام الرسمية المعلنة من جانب وزارة الصحة.. التى تثبت أن الوضع مازال تحت السيطرة بشكل كبير، وأن عدد المصابين والضحايا مازال قليلاً نسبياً مقارنة بغيرنا من الدول.. وبدليل أيضاً وجود نسبة كبيرة تتجاوز الـ50% من المرضى إما تعافوا بعد العلاج أو تحولوا من الإيجابية إلى السلبية وهم تحت الرعاية والعزل.. وهى أرقام حقيقية ومطمئنة.

•• وللأسف

لم نجد حتى الآن أى رد فعل رسمى.. لا من الإسعاف ولا من مستشفى العزل «حميات إمبابة».. يوضح حقيقة ما حدث أو يفسر وقائع الإهمال التى كشفها الزميل الراحل.. وهو ما زاد الشكوك والقلق.. وللأسف أيضاً حدث ما لا تحمد عقباه.. وما لم نكن نتمناه.. وهو تحرك أحد الزملاء الصحفيين لإقامة دعوى قضائية وتقديم بلاغ إلى النائب العام.. طالباً التحقيق فيما حدث للصحفى الراحل متهماً مسئولى الإسعاف والمستشفى بالإهمال الطبى والتقصير.. والتسبب بطريق الخطأ فى وفاة محمود رياض.

وبالطبع فإن من واجب النيابة قبول البلاغ والتحقيق فيه.. وما سيترتب على ذلك من شوشرة وتشويش.. كنا جميعاً فى غنى عنه لو سارعت وزارة الصحة بإجراء تحقيق عاجل فيما جاء فى شهادة الصحفى الراحل.. وتحركت فورا لاستدراك الخطأ.. ليس فقط من أجل الحفاظ على حق «رياض» ولكن الأهم هو منع تكرار مثل هذه الأخطاء الفردية.. وحتى لا يتسبب شخص مهمل أرعن منعدم الضمير فى تشويه وتدمير صورة وجهود مئات الآلاف من الأطباء وأطقم الرعاية والتمريض.. الذين نثق جميعاً فى عملهم وبطولتهم.. ونقدر ما يبذلونه من تضحيات.

•• وعلى أى حال

نرى أن الفرصة مازالت سانحة أمام مسئولى وزارة الصحة.. من أجل إصدار بيان رسمى للرأى العام.. يضع النقاط فوق الحروف.. ويوضح حقيقة ما حدث.. ويعيد إلى الجميع الثقة والاطمئنان.