رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

المؤكد أن القرار الذى اتخذه الرئيس بزيادة بدل المهن الطبية للأطباء من القرارات التى يجب أن نثنى عليها، لأن ما يقدمه الأطباء لا يقدر بثمن، وقرار الرئيس أنصف بالفعل من يعملون فى هذه المهنة النبيلة من الأطباء والممرضين والفنيين، والأزمة التى يمر بها العالم، ونعانى منها اليوم فى مصر، أوضحت مكانة وقيمة وقدر من يعملون فى القطاع الطبى.

صحيح بينهم، مثل سائر المهن، بعض الشخصيات التى تتاجر بالمريض، لكن الأغلبية بحمد الله جديرة بالاحترام والتقدير، وعن نفسى أعرف عشرات ومئات الأطباء الصغار والكبار الجديرين بالثقة والتقدير، وأعرف أيضًا البعض، مثل غيرهم فى أى فئة ومهنة، الذين لا يستحقون التقدير.

وفى هذا المقال أروى لكم واقعة مع طبيب، هو ماهر ومحترف وشاطر، وتربطنى به صداقة  تعود إلى 15 سنة، فى اليوم الأول الذى تعرفت عليه كنت عايز أرمى عليه جاز وأولع فيه، رحت له العيادة مثل الطاووس، معتقدًا أننى كاتب كبير وشهير ومقطع الدنيا، وأنه سيناله شرف الكشف على، فوجئت أن البيه الأستاذ الدكتور منفصل عن العالم تمامًا، بسلامته لا يقرأ الصحف، ولا يتابع الفضائيات، حتى نشرة الأخبار لا يجلس أمامها، ويوم ما يقعد أمام التليفزيون يشاهد فيه فيلم أبيض وأسود كوميدى.

ذهبت إليه لكى يضبط لى الضغط، كثيرًا ما يرتفع وأصاب بالصداع وعدم التركيز، نمت على السرير، رفعت ملابسى، وضع جهاز الضغط، وضع السماعة على بطنى، فاجانى بسؤال فش الطاووس الذى كان بداخلى:

ــ حضرتك بتشتغل إيه؟

سخرت من نفسى التى أوهمتنى أننى كاتب معروف، وأن هناك العشرات بل المئات يقرؤون ما أكتب، ضحكت بصوت مرتفع، سألني بدهشة:

ــ أنا قلت حاجه تضحك؟

ــ قلت له: أبدا تذكرت موقف ضحكنى.

ــ ما قلتش، بتشتغل ايه؟

ــ صحفى.

ــ بجد، وبتكتب فى إيه بقى.

ــ عادى.

ــ الممثلات، الحوادث.

ــ بكتب عمود.

ــ بجد.

ــ بجد.

ــ بتكتب فيه إيه.

ــ أنت بتقرأ الصحف.

ــ هو أنا فاضى أهرش.

ــ على رأيك.

ــ بس أنت ماقلتليش بتكتب فى إيه.

ـــ حاجات كتير.

ــ زى إيه.

ــ بعض المشاكل.

ــ مشاكل المتجوزين وقصص الحب.

ــ حاجة زى كده.

ــ جميل.

ــ بكتب عن مشاكل البلد.

ــ أنت معارض بقى.

ــ مش قوى.

ــ هو ده اللى رفعلك ضغط الدم، ونصيحتى لك أن تبتعد من المعارضة والنقد، صحتك أهم، وكمان أنت مش هتغير الكون.

ــ عندك حق.

 جلست على السرير، هندمت ملابسى، جلس على مكتبه وقال وهو يكتب الروشتة: الصحافة من المهن التى تقصف العمر، وأنصحك بأن تبتعد عن القلق، والتوتر، والحديث فى الشأن العام، ومشاكل المواطنين، وانتقاد الحكومة، والحديث عن الحريات، خاصة حرية التعبير، الحاجات دى زى الحديث عن السراب، وبصريح العبارة كده لا أنت ولا غيرك هتغيروا حاجة، وأنت اللى خسران، ضغطك هيرتفع، وهيجيلك سكر، ذبحه صدرية، نصيحتى لك: إديها قصص حب ومشاكل الأزواج وجرائم، دى حتى مسلية وبتشد.

 أخذت الروشتة وقلت له: آه بتشد زى اللحمة كده.

 

[email protected]