الإرهاب صناعة شيطانية، تحولت إلى غطاء وساتر للأهداف التى تسعى بعض الدول لتحقيقها، وما دامت هناك أهداف سياسية لدول فى دول أخرى فإن الإرهاب سيظل موجوداً، هذا ما أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى بصراحة وشفافية لشباب العالم فى شرم الشيخ، مشيراً إلى أن كل إرهاب خلفه مطالب خفية لا يعرفها المواطن البسيط لكن السياسيين ورجال الدولة يعرفون الأهداف والنوايا الخفية للدول الداعمة للإرهاب.
لذلك طالب الرئيس بموقف دولى واحد وحاسم تجاه الدول الداعمة للإرهاب، فى الحقيقة إن منتدى شباب العالم فى نسخته الثالثة، هو رسالة سلام وتنمية تسهم فى مواجهة الإرهاب، ورسم مقترحات ومبادرات الشباب المصرى والأجنبى لرؤية شاملة للمستقبل، ومنصة عظيمة لنشر الأفكار الشبابية فى مختلف المجالات التى تخدم الإنسانية والتطور البشرى، للنهوض بمستوى معيشة المواطن.
المنتدى الذى يعد فرصة عظيمة للحوار بين شباب العالم، كان فرصة أيضاً للرئيس عبدالفتاح السيسى لتجديد تحذيراته من عودة العناصر الإرهابية إلى بلدانهم بعد محاصرتهم، وأن أوروبا ستتضرر كثيراً من عودة تلك العناصر الإرهابية بعد انتهاء مهمتها فى سوريا.
الإرهاب لا شك خطر جسيم يواجه العالم، فهو صناعة شيطانية أخطر ما فيها استخدام الفكر والعقيدة لتحقيق أغراض سياسية دنيئة، وأن مجابهته تحتاج لجهود دولية وموقف دولى موحد، لأن مصر فى واقع الأمر تواجه الإرهاب بقوة وحسم نيابة عن العالم، ولابد من تكاتف دولى لمواجهة الدول التى تمول الإرهاب وتوفر له ملاذات آمنة.
بصراحة جاءت كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى منتدى الشباب بشرم الشيخ قوية ومعبرة للغاية وكاشفة للأوضاع وقضايا المنطقة، وعندما يقول إن الحكومة الليبية فى طرابلس أصبحت أسيرة للميليشيات المسلحة والإرهابية، وليست لها إرادة حقيقية وأن الأوضاع فى ليبيا تمس الأمن القومى المصرى، وكان الأولى أن نتدخل بشكل مباشر فى ليبيا، ولدينا القدرة، لكننا نحترم ظروف ليبيا ونرغب فى الحفاظ على علاقة الأخوة مع الشعب الليبى.. فإن ما يقوله الرئيس يعبر عن حكمته فى إدارة شئون البلاد ومواجهة القضايا والتزامه بالمبادئ وموقف مصر الثابت فى احترام سيادة الدول وشعوبها وعدم التدخل فى شئونها، ولكن كلماته أيضاً تعبر عن قوة مصر وقدرتها على الحسم، ومواجهة كل ما يمس الأمن القومى المصرى.