رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نور

نصل إلى عرض الجزء الأخير، من مشوار الصين، فى طريق تطوير الاقتصاد الوطنى، كما نُشر فى البحث المهم، الذى كتبه.. ليو هونغ كوي، الباحث المساعد فى معهد الاقتصاد التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.

يقول ليو هونغ كوي.. منذ المؤتمر الوطنى الثامن عشر للحزب الشيوعى الصيني، حثت الصين خطى انفتاحها على العالم الخارجي، من أجل الامتثال لقواعد ومعايير التجارة الدولية، ووافقت الصين على إنشاء 12 منطقة تجريبية للتجارة الحرة، من عام 2013 إلى عام 2018، وفى أكتوبر عام 2017، أشار الرئيس الصينى شى جين بينغ فى التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصينى إلى أن الصين ستمنح المزيد من الصلاحيات لمناطق التجارة الحرة التجريبية لإجراء الإصلاح، واستكشاف فتح موانئ التجارة الحرة، وقد أدت هذه الإجراءات الإصلاحية إلى تعزيز تطور التجارة الخارجية للصين بشكل كبير.

من عام 1979 إلى عام 2018، ارتفع إجمالى حجم واردات وصادرات الصين من 29.34 مليار دولار أمريكى إلى 4.62 تريليونات دولار أمريكي، بمعدل نمو سنوى 14% فى المتوسط، وقفز ترتيبها فى التجارة العالمية للسلع من المركز الثلاثين إلى المركز الأول، ومنذ عام 2009، حافظت الصين على وضعها كأكبر مصدر للسلع فى العالم وثانى أكبر مستورد لمدة عشر سنوات متتالية، وارتفع إجمالى قيمة صادرات الصين من 13.66 مليار دولار أمريكى إلى 2.49 تريليون دولار أمريكي، بزيادة 182 مرة، وارتفع إجمالى قيمة وارداتها من 15.67 مليار دولار أمريكى إلى 2.14 تريليون دولار أمريكي، بزيادة 136 مرة.. قبل بدء الإصلاح والانفتاح، كانت الصين تعانى فى معظم السنوات من عجز الميزان التجاري. فى وقت لاحق، تحولت الصين تدريجيًا إلى بلد يحقق فائضا فى ميزانها التجاري.

من عام 1990 إلى عام 2018، حافظت الصين على تحقيق فائض تجاري، ومكنت التجارة الخارجية الصين من زيادة احتياطى النقد الأجنبى لديها، وبالتالى تمويل وارداتها من التقنيات المتقدمة والمعدات وكذلك استقدام المتخصصين الأجانب البارزين والتقنيين، مما دعم بقوة التنمية الاقتصادية فى الصين، كما يتيح النقد الأجنبى المتراكم للصين الاستثمار فى الخارج.. وبواسطة هذه الاستثمارات الخارجية، من ناحية، يمكن للصين أن تتعلم من التقنيات المتقدمة والخبرات الإدارية الخارجية، ومن ناحية أخرى، يمكن أن تساعد البلدان والمناطق المتخلفة على تحسين البنية التحتية وتسريع التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل بها، على سبيل المثال، ساعد الاستثمار الصينى فى إفريقيا مائة ألف مواطن إفريقى فى الحصول على وظائف.

وفى الوقت الذى زاد فيه إجمالى حجم التجارة الخارجية بسرعة، تحسن أيضا هيكل الاستيراد والتصدير الصينى بشكل مستمر، ما يشير إلى أن الصين فى طريقها للتحول من دولة تجارية كبيرة إلى دولة تجارية قوية.

أولًا، بالنسبة لبنية التصدير، تحولت الصين من المنتجات الأولية إلى المنتجات الصناعية المصنعة.

علاوة على ذلك، تحسن هيكل تصدير السلع الصناعية المصنعة أيضًا: زادت نسبة الآلات ومعدات النقل بشكل كبير، فى حين أخذت نسبة منتجات النسيج والمطاط فى الانخفاض.

فى المرحلة الأولى من الإصلاح والانفتاح، كانت صادرات الصين من المنتجات الأولية تساوى تقريبًا صادراتها من السلع المصنعة الصناعية، بما يمثل حوالى 50% لكل منهما. منذ ذلك الحين، انخفضت نسبة صادرات الصين من المنتجات الأولية حتى وصلت إلى 5.4% فقط من إجمالى صادراتها فى عام 2018، فى حين زادت نسبة السلع الصناعية المصنعة بشكل كبير، إذ وصلت إلى 94.6% فى نفس العام، مما يشير إلى أن التصنيع فى الصين قد وصل إلى مستوى مرتفع إلى حد كبير.

أخيرًا، يجب التأكيد أن الاستثمار الخارجى المباشر لعب دورًا حاسمًا فى تعزيز الانتعاش السريع وتنمية التجارة الخارجية للصين. ازدادت صادرات الشركات ذات التمويل الخارجى فى الصين بسرعة منذ بدء الإصلاح والانفتاح، فقد زادت حصتها فى إجمالى صادرات الصين من 0.44% فى عام 1980 إلى 58.3% فى عام 2005. منذ عام 2006، كانت نسبة صادرات الشركات ذات التمويل الخارجى إلى إجمالى الصادرات الصينية فى انخفاض، ولكن النسبة لا تزال مرتفعة، ففى عام 2018، بلغت 41.7%. جلبت الشركات ذات التمويل الخارجى معها الآلات والمعدات المتقدمة، وكذلك مفاهيم الإدارة والأكفاء الفنيين، مما ساعد الصين على الاندماج بسرعة فى نظام الإنتاج العالمي، وأسهم فى النمو السريع للتجارة الخارجية للصين.

نتمنى أن ندرس التجربة الصينية لتطوير الاقتصاد المصرى.

[email protected]