رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

كان الشعب الجزائرى ينظر بكل إعزاز واحترام.. للمناضل البطل عبدالعزيز بوتفليقة.. لم لا وهو البطل المغوار.. والذى لا يشق له غبار.. وقد شارك فى حرب التحرير.. وأخمد نار الحرب الدموية فى بلاده.. والتى نتجت عنها مجازر.. استمرت حوالى عشرة أعوام!! وكان الرجل يبادل شعبه حبا بحب.. واحتراما باحترام.. استمر هذا الوضع سنوات وسنوات. وفى يوم أسود.. أصيب الرجل بالشلل الذى أقعده عن الحركة تماماً!!

ومع كل ذلك ظل الشعب على احترامه وتوقيره.. وكان الجميع يتوقع أن الرجل سيكتفى بما حققه فى الحكم.. وأنه سيحترم تاريخه فى النضال والحكم.. ولن يقدم على ترشيح نفسه ثانية!! ولكن «بوتفليقة» خيب ظن الجميع.. واستجاب لجوقة الانتفاعيين والانتهازيين.. وترشح مرة أخرى.. رغم أنه كان يقضى فى المستشفى أكثر مما كان يقضى فى قصر الحكم!! وتحمل الشعب رئيسه العليل.. احتراماً وتوقيرا لتاريخه النضالى.. وما أداه لوطنه وشعبه!!

لكن الأمر زاد على الحد.. وصار غير محتمل على الإطلاق.. خصوصاً وأن الرجل لم تكفه 20 عاماً من الحكم.. وأراد أن يرشح نفسه للمرة الخامسة!! وهنا خرج الشعب عن بكرة أبيه.. دون أن تحركه أى قوى خارجية.. أو حتى دون أن تقوده جماعات ممولة خارجياً.. أو حتى داخلية.. وقال الشعب «لا» لـ«بوتفليقة» الرجل المريض.. والذى بات بالكاد يتحكم فى بوله.. فكيف يسعى لحكم شعبه!!

وظن الرجل وجماعته أن الجيش الجزائرى.. سينحاز له ولحكمه.. ولكن الجيش الوطنى الجزائرى قال كلمته.. وأكد أنه لن ينحاز إلا للشعب!!

حاول «بوتفليقة» وجماعته التلاعب بالشعب.. وممارسة ألاعيب الحواة.. للاستمرار فى الحكم.. والتمسك به أطول فترة ممكنة.. لكن الشعب قالها صريحة واضحة.. «ﻻ» لاستمرار الرجل ولو ليوم واحد!!

وهنا كان على الجيش أن يقول كلمته.. بكل قوة وصراحة ووضوح.. حقنا لدماء الشعب.. وإنهاء لحكم «بوتفليقة» وأعوانه.. كما وصفها رئيس أركان حرب الجيش الجزائرى.. وفعلاً ضغطوا على الرئيس.. حتى أعلن استقالته!! وهنا خرج الشعب الجزائرى كله.. إلى الشارع احتفالا وابتهاجا بانتهاء حكم «بوتفليقة» إلى الأبد!!

والغريب أن هذا الشعب نفسه.. كان يخرج فى الماضى القريب.. مؤيدا ومؤازرا للرئيس البطل «بوتفليقة».. لكن الرجل للأسف الشديد.. لم يحافظ على رصيد الحب والاحترام عند شعبه.. فاستحق هذه النهاية المؤسفة.