رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كل عام تحدث انتحارات وانهيارات نفسية بسبب نظام الثانوية العامة العقيم.. منذ يومين انتحرت طالبة بالصف الثالث الثانوى.. ألقت بنفسها من أعلى كوبرى مبارك بشبين الكوم عقب إصابتها بحالة نفسية سيئة لصعوبة امتحان الفيزياء.. كما أنهى طالب حياته شنقاً خوفاً من والده بسبب أدائه السيئ فى امتحان اللغة الإنجليزية.. وما أكثر حالات الانهيار النفسى التى يتعرض لها آلاف الطلاب من الجنسين لإحساسهم بالفشل فى امتحانات الثانوية التى تحدد مصيرهم.. فمصير الملايين يتوقف على سنة واحدة هى «بعبع» كل بيت مصرى.. ومصدر إشهار إفلاس آلاف الأسر بسبب الدروس الخصوصية التى تلتهم كل ما يدخره أو يحصل عليه أولياء الأمور!

كل وزراء التربية والتعليم عجزوا وفشلوا فى إصلاح التعليم الأساسى وتحولوا أسرى لامتحانات الثانوية العامة وكيفية منع الغش!

ولكن فى الحقيقة هذا العام نجحت وزارة التربية والتعليم فى مكافحة الغش إلى حد كبير رغم وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة التى لجأ إليها بعض الغشاشين.. وذلك لسببين.. الأول تطبيق نظام البوكليت فى الامتحان.. والثانى هو الرقابة الصارمة فى نقل أوراق الامتحانات.

بصراحة رغم المحاولات الجادة لوزير التعليم الدكتور طارق شوقى لإصلاح العملية التعليمية بفكر مستنير وإصرار على الإصلاح.. إلا أن الثانوية العامة لا ينبغى أبداً أن تكون القناة أو عنق الزجاجة التى تحدد مصائر الطلاب ومستقبلهم.. من خلال الحفظ أو التركيز لمدة عام أو عامين.. يعانى خلالها أولياء الأمور قبل الطلاب ويدفعون كل ما يملكون من غالٍ ونفيس من أجل عبور تلك الحرب التعليمية التى رسخت فكرة.. تكون أو لا تكون.. فى الثانوية العامة.. رغم أن ملايين الطلاب اجتازوا هذه الثانوية العقيمة.. وأكملوا دراستهم الجامعية والعليا ولا يجدون عملاً.. وينتظرون فى طوابير العاطلين.

كل وزير يتولى التعليم يكون لديه الأمل فى إصلاح العملية التعليمية.. ولكنه يصطدم بفساد مدرسين أو تدهور مستواهم.. وقلة فصول.. ومصالح متشابكة.. ومتضاربة.. وتلاميذ لا يحترمون المعلمين.. ومناهج عقيمة تعتمد على الحفظ والتلقين وتتبخر عقب أداء الامتحانات.

التعليم لا شك أساس نهضة أى مجتمع.. ولا ينبغى أن نكابر ولا ننظر للدول التى سبقتنا بسبب إصلاح التعليم رغم أنها كانت أكثر منا فقراً وأقل نهضة وعلماً.. فلا بد أن نستفيد من تجارب الدول فى التعليم الفنى الذى يمثل عصب النهضة الصناعية والزراعية.. ونقلل من أعداد طلاب الكليات النظرية التى لا تفيد المجتمع أو الطلاب بل تفرخ طوابير من العاطلين غير المؤهلين لسوق للعمل.

إصلاح التعليم.. يتطلب إرادة مجتمعية.. حكومة ومدرسين وأولياء أمور لا يتظاهرون ضد أى محاولة للإصلاح.. لأن المهم عندهم.. حصول أبنائهم على الشهادة دون إدراك لمستقبلهم المظلم.