رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

كان ينتظر بلوغه سن التقاعد وإحالته للمعاش حتى يتقاضى مكافأة نهاية الخدمة ليخصص نصفها لأداء فريضة الحج الذى يتمناه.. والنصف الآخر لتجهيز ابنته العروس.. بعد قضاء أكثر من 35 عامًا فى العمل والمعاناة مع الوظيفة.. ولكن بعد طول انتظار فوجئ بأن قيمة المكافأة لا تفى بتحقيق حلمه بعد ارتفاع تكاليف الحج الباهظة.. وتكاليف جهاز العروس الخيالية.. فقرر ستر ابنته العروس.. وإرجاء الحج إلى أن يأذن الله.. والاستغناء عن ياميش رمضان الذى كان يتذوقه بعد أن اكتشف أن قيمة معاشه لن توفر له الحد الأدنى من الحياة الكريمة.. لأن الفارق كبير وشاسع بين ما كان يتقاضاه من مرتب أثناء الخدمة.. وقيمة المعاش المتدنية التى لا تكفى وجبة غداء يوميًا.

أصحاب المعاشات.. يعانون ظلمًا كبيرًا.. لأن من كان يتقاضى دخلاً شهريًّا يتجاوز 9 آلاف جنيه يفاجأ بعد إحالته للتقاعد بأن معاشه الشهرى لا يتجاوز 1400 جنيه.. رغم أن أعباءه تتزايد.. وغول الأسعار يفترسه.. فالمعاش مجرد فتات لا يسمن ولا يغنى من جوع.. ولم يعد غريبًا أن يتحول بعض أصحاب المعاشات إلى متسولين أو منتظرين لإحسان.. فالغالبية منهم مطحونة لا تستطيع أن تواجه أعباء الحياة.. فى ظل ظروف اقتصادية قاسية.. وزيادة فى أسعار لا تواكبها زيادة فى المعاشات.

لا أستطيع القول إن أموال المعاشات قد سرقت أو نهبت وإنما يمكن القول إن هناك سوء إدارة لأموال المعاشات أو أن بعضها يخصص لمجالات أخرى على حساب المقهورين من أرباب المعاشات.

ولنكن صرحاء مع أنفسنا.. إنه ليست هناك عدالة فى المعاشات.. لأن هناك فئات تحظى بمعاشات تكميلية توفر لهم حياة كريمة.. وهذا حقهم.. ولكن يجب أيضًا أن نوفر تلك الحياة لكل أصحاب المعاشات الذين يشعر بعضهم بالذل والهوان.. فالعدالة فى توزيع الأنصبة فى قيمة المعاشات مفقودة.. فلابد من إعادة التوازن ومعالجة هذا الخلل الكبير الذى يدفع بعض أرباب المعاشات للتفكير فى الانتحار والتخلص من حياة المهانة بعد أن كان عزيزًا.

أصحاب المعاشات يطالبون بزيادة فى قيمة المعاش.. ويستغيثون بالرئيس عبدالفتاح السيسى.. لمواجهة غول الأسعار وأعباء الحياة المتزايدة.. ولكن فى الحقيقة إن تعديل ميزان المعاشات يحتاج لمنظومة جديدة واستراتيجية واضحة.. حتى نوفر الحد الأدنى للحياة الكريمة لبشر أفنوا حياتهم فى العمل وخدمة الوطن.. وعلموا ودربوا أجيالاً متعددة.

فلننظر إلى الدول التى وضعت نظمًا للمعاشات ترضى كل مواطن يبلغ سن التقاعد.. وتمنحه معاشًا يقترب من دخله الذى كان يتقاضاه أثناء خدمته.. معاشًا لا يقل عن 70 فى المائة مما كان يحصل عليه أثناء عمله.

ارحموا أهل المعاشات.. يرحمكم الله.. فلا يجوز أن نرى هذا المشهد فى أرض الكنانة.

وقف أحد أرباب المعاشات يبكى ويلطم الخدود.. وهو يقف فى طابور الباحثين عن شراء دجاجة من عربات التموين.. فقد سرق معاشه من جيبه.. وظل ينوح.. حتى قام أولاد الحلال وأهل الخير بالتبرع له.. حتى لا يحرم من فرخة تنتظرها أسرته!