هل يرى قانون الاستثمار فى ثوبه الجديد النور خلال أيام كما يقال.. وبعد انتظار ممل استمر عامين؟!
لا يمكن تحقيق النهوض الاقتصادى.. ورفع مستوى معيشة المواطنين إلا بزيادة الإنتاج.. وإقامة مشروعات صناعية وزراعية جديدة توفر فرص عمل للناس وتحد من البطالة التى تمثل شبحاً مخيفاً فى كل بيت..
المشروعات الجديدة تتطلب بنية تحتية وقانونية تجذب المستثمرين من الداخل والخارج.. وتحفزهم على استثمار أموالهم.. وأيضاً تضمن للمستثمر الأجنبى الخروج الآمن.. حال قراره الاضطرارى بالتصفية.. وأيضاً ضمان تحقيق العدالة عند تسوية النزاعات والتصالح.
قانون الاستثمار الجديد يتضمن 99 مادة.. وهذا العدد من المواد يراه المستثمرون كبيراً بالمقارنة بقوانين الاستثمار فى الدول الأخرى التى نجحت فى جذب المستثمرين.. ولكن المهم أن يخرج القانون إلى النور بعد موافقة مجلس النواب عليه.. ولكن فى الحقيقة استوقفتنى تصريحات مسئول باللجنة الاقتصادية لمجلس النواب، حيث قال إن القانون الجديد يتضمن إنشاء النافذة الاستثمارية لتلقى الطلبات بدلا من الشباك الواحد.
بعد عامين من المناقشات.. تأتى النافذة بدلا من الشباك.. فهل هناك فرق بينهما؟
فحصت فى معجم الوسيط فوجدت أن معنى.. الشباك.. هو نافذة صغيرة مخصصة للزبائن أو للعموم فى مؤسسة ما.. ولكن داليا خورشيد وزيرة الاستثمار السابقة كانت قد أوضحت أن النافذة الاستثمارية ستتولى تخصيص الأراضى عقب حصولها على تسعير من الجهات الحكومية. الأربع التى تتولى التسعير.. وهى هيئات المجتمعات العمرانية والتنمية الزراعية والسياحية والصناعية كما تتولى فى القانون الجديد تأسيس وترخيص الشركات..
لست أدرى ربما يكون تعديل كلمة الشباك الواحد إلى نافذة.. بعد عامين من البحث والمناقشة قد يكون سبباً فى الإطاحة بها.. المهم لا يعنينا المسمى.. وإنما الأهم هو خروج القانون للنور بعد أن طال انتظاره.. وبعد أن صدعوا رؤوسنا بالشباك الواحد الذى أطاحوا به.. وجعلوه نافذة استثمارية.. فهل ننتظر سنوات أخرى النافذة التى ستكون الحل السحرى للاستثمار وجذب المستثمرين.. وتيسير إقامة مشروعات توفر فرص عمل للشباب وتدفع بالإنتاج.. أم أن النافذة من السهل تأسيسها بالحديد والخشب.. من غير أسلاك شائكة؟
البلد فى حاجة ملحة لاستثمارات جديدة بقانون يوفر المناخ الصالح للاستثمار وجذب المستثمرين وليس تعجيزهم أو تطفيشهم.. وهروبهم لبلاد توفر لهم الحوافز والاستثمار الآمن.. بالقوانين المستقرة.. والعمالة المنتجة..