رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لم يتخيل أحد أن يحدث هذا المشهد الغريب.. فى مدينة الزقازيق بالشرقية أو بأى بقعة على أرض مصر.. إنه ليس مشهدًا تمثيليًا.. مثل خروج أهل البلد فى حشود لمشاهدة الفنانة داليا البحيرى وهى ترتدى المايوه وتسبح فى المياه فى فيلم «محامى خلع».. أو نيكول سابا فى فيلم «التجربة الدانمركية» عندما جرت الناس وراءها من المطار حتى منزل عادل إمام.. فما حدث بالزقازيق.. واقعة حقيقية مؤسفة تسيء لشباب الشرقية، حيث تحرش بعضهم بفتاة.. وتجمهر المئات حولها رغم أنه لم تصدر عنها تصرفات أو تلميحات توحى بالخلاعة.. ولكن كل ما فعلته هو عدم ارتداء غطاء للرأس أو حجاب أو نقاب.. واكتفت بملابس عادية يراها البعض أنها تفتقد للاحتشام.. أثناء عودتها من حفل زفاف!

المشهد كان غريباً.. فقد تجمهر المئات.. وربما تجاوز العدد الألف.. وطارد بعضهم الفتاة المسكينة.. حتى جاءت قوات الشرطة التى خلصت الفتاة من أيادى وعيون الشباب الزائغة بعد إطلاق الرصاص فى الهواء.. وإلقاء القبض على 6 أفراد من الشباب.

تعرفت الفتاة «طالبة- 19 عاماً» على شاب «17 عاما» تحرش بها من بين المتهمين.. وقررت النيابة حبسه بتهمة التحرش أربعة أيام على ذمة التحقيقات.. وقد خرجت الفتاة من سراى النيابة وهى تحاول إخفاء وجهها.. وتغطى شعرها.

فى الحقيقة.. هذه الواقعة المشينة.. تشير لانهيار أخلاقى.. وكبت شبابى.. والتأثير السلبى لكلام دعاة السلفية.. والمتطرفين والظلاميين الذين يحاولون العودة بنا للوراء.. ويتخذون من أنفسهم أوصياء على المجتمع والناس.. ويحاولون إرهاب البشر وفرض النقاب أو الحجاب بالقوة.. رغم أن الدين الإسلامى يؤكد حرية المواطن فى الاختيار.

الله عز وجل قال فى كتابه الكريم «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» فقد ترك الله للبشر حرية اختيار دينهم.. ولكن بعض البشر يحاولون إجبار غيرهم على منهجهم فى الحياة.. وحتى ملابسهم.

عندما كنت طالباً فى كلية الإعلام فى منتصف السبعينيات من القرن المنقضى.. لم يكن فى دفعتى التى ضمت 300 طالب وطالبة سوى زميلة واحدة محجبة.. وأكثر من 99 % من طالبات جامعة القاهرة غير محجبات.. ولكن لم تحدث حالة تحرش واحدة رغم انتشار موضة المينى جيب والميكروجيب.. حتى فى شوارع مصر لم تكن هناك حالات تحرش مثل التى تتعرض لها الفتيات اليوم فى كل مكان..

بعض دعاة السلفية يلقون اللوم على الفتاة الجريحة لأنها هى التى منحت الفرصة للشباب وجذبتهم لأنها لم ترتد الحجاب أو النقاب.. وتناسوا أنهم هم الذين تسببوا فى خلق ذئاب بشرية.. تتحرش بالنساء.