سكان مثلث ماسبيرو.. غاضبون يرفضون نقلهم إلى منطقة أخرى حتى لو كانت توفر لهم الحياة فى بيئة أفضل..لأنهم يعيشون وينامون ويعملون فى هذا المثلث الذى تعد غالبية بيوته آيلة للسقوط.. والزبالون غاضبون ويهددون بالإضراب عن الطعام احتجاجاً على قيام محافظة القاهرة بعمل مشرع فصل القمامة وإنشاء أكشاك لشرائها وإعادة تدويرها فى محاولة للتخلص من القمامة التى تشوه العاصمة ولا يستفاد بها بالأسلوب العلمى السليم.. فهل نترك مثلث ماسبيرو على حالته الرديئة رغم أنه يحتل أغلى رقعة فى مصر بينما تمثل بقعة سوداء على نهر النيل.. إرضاء لسكان المثلث..؟
وهل تتراجع محافظة القاهرة عن مشروعها الحضارى أمام ضغط الزبالين..؟
بصراحة.. فى حى ماسبيرو يعيش آلاف من السكان الغلابة وبينهم مثقفون ومتعلمون وعناصر محترمة تبحث عن حياة أفضل.. وأعتقد أن هذه العناصر لن تتردد أبداً فى الانتقال لمنطقة أخرى طالما ستوفر لها الدولة المسكن الملائم وفى حدود إمكانياتها أو فى حدود التعويضات التى ستدفعها الدولة لهم.. ولكن المشكلة دائماً فى الأصوات الحنجورية أو البلطجية الذين يقطنون فى ماسبيرو.. ولا يريدون أن يزحزهم أحد من مواقعهم.. لأنهم يعملون «سايس سيارات» ويفرضون إتاوات على أصحاب السيارات.. أو يحتلون الأرصفة لبيع بضائعهم.. وغير ذلك من أعمال غير قانونية.. وهؤلاء يتمسكون بموقفهم عندما تكون الدولة رخوة.. ولا تعنيهم المصلحة العامة أو الشكل الحضارى للعاصمة.
أما تجربة شراء القمامة من خلال منافذ شراء وتجميع المخلفات فإنها تعد من الأفكار التى يقول عنها المهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة بأنها خارج الصندوق.. وتؤدى لتشجيع الناس لفصل القمامة من المنبع وإمكانية تحقيق عائد اقتصادى من عدم تلقاء المخلفات بالشوارع.. والقضاء على ظاهرة فرز القمامة فى الطرق.
ورغم أن المحافظ أكد أنه لن يضار أحد من الزبالين نتيجة المشروع.. لأن المشروع سيوفر فرص عمل أفضل لهم من خلال توليهم مسئولية العمل بالمنافذ وأكشاك جمع القمامة.. إلا أن الزبالين يعبرون عن رفضهم ويتمسكون بموقفهم.. رغم أن الناس تشكو من عدم قيامهم فى أحيان كثيرة بعملهم فى جمع القمامة من المنازل رغم تقاضيهم الرسوم أو القيمة المالية المتفق عليها.. كما أن الكثير من عربات جمع القمامة التابعة للزبالين سيئة تتساقط منها المخلفات بطول الطريق..
لا يجوز أبدًا فى أى دولة متحضرة أن تقف قلة حجر عثرة أمام عمليات التطوير التى تصب فى خدمة جموع الناس والوطن.. الدولة عندما تكون رخوة.. أو عندما تكون الحكومة ضعيفة.. فإن الغلبة تكون للأصوات العالية حتى لو كانت ضئيلة أو محدودة للغاية.