عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هموم مصرية

ليس فى هذا العنوان نكتة.. بل أتوقعها وقريبًا!! إذ نجد بائع الفول الآن يرفض أن يبيع بجنيه فول مدمس.. لأن الكمية هنا لن تتعدى ملعقتين، من القدرة!!

والحد الأدنى -لما يبيعه الفوال هذه الأيام- هو باثنين جنيه مدمس.. وهنا تذكرت طفولتى، عندما كانت أمى ترسلنى لأشترى طبق فول بنصف  قرش -فى الأربعينيات- فإذا كانت الأسرة - كلها - ستأكل من الفول فلا أقل من شراء مدمس.. بقرش كامل!! ولا تحدثونا الآن عن سعر البيضة زمان والآن إذا أصبح طبق الفول هو المقياس.. وزمان كانت أمى توصينى أن أقول للفوال إننى أريد الفول بدون زيت.. ليزيد من كمية الفول، فالزيت موجود فى كل بيت.

أما إذا أردت فولاً بقرش كامل فإننى كنت «اتبغدد» وأطلب منه أن يضع على جانب من الطبق واحدة من الباذنجان المخلل أبو شطة أو كمية من اللبن المرجى، وهو نوع من منتجات الألبان كنا نحبه نحن الدمايطة .. زمان!! وأحيانًا كانت أمى تدفع لى بالمطبقية الصاج المطلى المزدان بالورود.. لأن الطبق لا يكفي هنا لوضع.. المدمس!!

ولقد عشت أيامها عصرًا كنت أطلب ساندويتشاً من الفول أو الطعمية نصف رغيف بلدي معتبر بنصف قرش.. الآن يصل ثمن الساندويتش إلى أكثر من جنيهين.. وربما ثلاثة جنيهات... وكذلك ساندويتش الطعمية. فهل ذلك كله بسبب ارتفاع سعر الفول المستورد.. والتهاب سعر الفول البلدى المحلى.. أم لمغالاة الفوالة.. وجشع التجار.

وإذا كان ذلك هو مصير المدمس.. والطعمية.. فهل سبب ذلك هو الدولار رغم أن سعر الفول المستورد أقل من سعر الفول البلدى من الإنتاج المصرى تمامًا كما هو الوضع مع سعر القمح المستورد، أقل من القمح المحلى.. وهو أيضًا نفس الوضع مع السكر.. فهل كل ذلك بسبب ارتفاع الإنتاج المصرى عن مثيله من الإنتاج العالمى.. أم أن الدولة تجامل المزارعين على حساب المستهلكين.. أم أن المتلاعبين هم التجار والوسطاء.. وماذا سيكون الوضع إذا فكرنا فى زيادة حجم ما نصدره للخارج.. إذا فكرنا!!

أم هى هوجة غلاء لأن الدولة المصرية تتفرج.. ولا تأخذ أى قرارات رادعة تحد من موجة هذه الأسعار بحجة حرية التجارة..

وأقولها بكل صراحة: هى هوجة.. بسبب ضعف الدولة.. وتراخيها عن اتخاذ أى إجراء.. فإذا كانت الهوجة أصابت من لم تزد أسعاره فى الفترة الأخيرة، فإن هناك من استغل ذلك وركب الموجة ورفع أسعاره.. من الفجل والجرجير.. إلى البصل الأخضر.. ووصل إلى أهم طعام لكل المصريين وهو الفول المدمس.. وكل ذلك بسبب زيادة سعر السولار والغاز، ورحم الله مدمس المستوقد.. الذى كان «يستوى» على تراب الفرن البلدى.. مجانًا.. الآن حلت أفران البوتاجاز.. أو السولار محل تراب المستوقد.. وانعكس ذلك على طبق المدمس.. وقرص الطعمية.. واتوقع قريبًا أن ينتج «منتج ذكى» نوعًا من المدمس يقوم بتعبئته فى كبسولات ويبيعها فى الصيدليات.. بدلا من عربات المدمس على النواصى وفى الحوارى.

ومن المؤكد أن هذه الهوجة سوف تطول أيضًا طبق الكشرى لأن معظم مواده مستوردة بالدولار ورحم الله أمهاتنا مع مطبقية المدمس وليس فقط طبق الفول وهنيئًا للصيدليات على المنتج الجديد، أقصد كبسولات المدمس.. ومعها كبسولات الطعمية على شكل أقراص أيضًا.