رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

حدوث خناقة بين مدرس وولى أمر تلميذ.. أو صراع بين مدرسين للفوز بالدروس الخصوصية.. أو قيام مدرسة بوضع رقبة التلميذ تحت قدميها بدعوى تأديبه وتهذيبه.. أو قيام بلطجية باقتحام مدرسة.. كل هذه السلوكيات أصبحت طبيعية فى ظل نظام تعليمى عقيم وفاشل.. وأيضاً عندما يتصارع سائقان لخطف زبون جيوبه منتفخة وعمرانة.. ويرفع أحدهما مطواة فى وجه الآخر.. ويهدده بالذبح والسلخ.. أو تقوم ممرضة بضرب زميلتها لإحساسها بأنها تغازل خطيبها.. فإن تلك الأفعال أصبحت عادية ومتكررة.. أما عندما يقوم طبيب بضرب زميله بالمشرط داخل غرفة العمليات أثناء إجراء عملية جراحية لمريض.. وبطن المريض مفتوحة فإن هذا الحادث يعد كارثة كبرى لا ينبغى أبداً أن تمر مرور الكرام بلا عقاب رادع.. حتى لا يقال إن أطباء مصر قد تحولوا إلى بلطجية.. يتصارعون ويتقاتلون فى غرف العمليات.. تاركين مرضاهم يتعرضون للموت.

ما حدث فى مستشفى كفر الدوار العام.. ووقوع مشاجرة بين طبيبين.. تطورت إلى مشاجرة بالمشارط أثناء إجرائهما عملية جراحية لمريض بغرفة العمليات.. إنما تعد تلك الجريمة المؤسفة مصيبة كبرى لا تسيء للأطباء فحسب وإنما تمثل عاراً.. لأن بعض الأطباء غير مؤهلين لإجراء عمليات جراحية وأصابهم الجنون ولا يفرقون بين حرمة العمل فى غرفة العمليات لإنقاذ المرضى.. وبين ساحات القتال والخناقات الواسعة وأرض تبادل الردح واللكمات ورفع السنج والمطاوى.

نشرت بعض الصحف ووسائل الإعلام أنه تمت إحالة الطبيبين للتحقيق.. فهذا إجراء طبيعى بديهى.. ولكن الواقعة غير طبيعية لأنها ارتكبت من طبيبين المفترض فيهما الحكمة والصبر ومراعاة الضمير.. والالتزام بأصول وقواعد مهنة الطب السامية.. فلا يجوز أن نسلم بطون المرضى وأجسادهم وأرواحهم لأطباء غير أسوياء يشهرون المشارط ويتعاركون داخل غرفة العمليات تاركين بطن المريض مفتوحة.

لا يجوز أن يكون التحقيق فى مثل هذه الحالات عادياً تقليدياً.. ينتهى بالتصالح أو لفت النظر أو الإنذار والتعهد بعدم تكرار ما حدث.. فالواقعة ليست مؤسفة فحسب وإنما جريمة كبرى تهدد حياة المرضى وتسيء لأطباء مصر.

أحد الأطباء وهو طرف فى المعركة المشينة نفى صحة الواقعة قائلاً إنه وزميله الطبيب تربطهما صداقة.. ولم تحدث بينهما خناقة أو يرفع أحدهما المشرط لضرب الآخر.

ولكن المؤكد أن التحقيق سيكشف الحقيقة.. وإذا ثبت أن أحدهما أو كليهما رفع المشرط للاعتداء على زميله.. فإن الفضيحة ستكون بجلاجل.. لأنه لم يحدث من قبل أن طبيباً طعن زميله بمشرط أثناء إجراء عملية جراحية.. وبطن المريض مفتوحة.

بعض الأطباء نسوا المشارط داخل بطون المرضى بسبب الإهمال.. وبعضهم نسى الفوط أيضاً داخل البطون.. ولكن لم نسمع أن طبيباً اعتدى على زميله بالمشرط داخل غرفة العمليات وأثناء إجراء العملية الجراحية إلا فى مستشفى كفر الدوار فى جريمة بشعة تلقفتها وسائل الإعلام وأثارت اهتمام شبكات التواصل الاجتماعى.. وأصبحت مصدر سخرية وإساءة بالغة للأطباء.

إن الطبيب إذا تحول إلى بلطجى داخل غرفة العمليات.. لا يستحق الرحمة أو المساندة من نقابة الأطباء التى ينبغى عليها أن تطهر نفسها من أى طبيب يسيء إلى مهنة من أعظم المهن الإنسانية.