رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إنها صورة ليست عادية.. ولكنها صورة هزت مشاعر البشر وربما تألم لها كل كائن حى.. إنها صورة تعبر عن مأساة حقيقية.. وتأثر بها كل من شاهدها على مواقع التواصل الاجتماعى وبعض وسائل الإعلام.. إنها صورة الطفل اليتيم «أحمد» البالغ من العمر 5 سنوات، الذى التقطته الكاميرا وهو عالق بقطعة لحم تحملها سيارة ربع نقل.. وكأنه قد وجد فريسة انقض عليها بأسنانه اللينة الضعيفة.. فالمشهد مؤلم يعبر عن جوع وحرمان.. وأن العثور على قطعة لحم عابرة أصبحت أملًا تتطلع إليه أفواه جائعة.. ظلمتها الحكومة وقتلها الأهل.. فللصورة أبعاد أخرى يجب الاهتمام بها حتى لا نزداد فقرا وألما وجوعا ومرضا..

شقيقة الطفل قالت إنه يتيم الأب ولديه 7 أشقاء يعيشون فى غرفة واحدة وحالتهم المادية صعبة.. وهنا تكمن المشكلة الحقيقية..

الكل تأثر بالصورة.. وحالة جوع الطفل وتشبثه بقطعة اللحم النيء على السيارة معرضًا حياته للخطر.. ومعرضًا نفسه أيضا لتوبيخات تاجر اللحم أو سائق السيارة.. وربما للضرب أيضا.. ولكنه نسى كل ذلك عندما رأى اللحم يمر أمامه..

إننى لا أنظر إلى الصورة على أنها حالة جوع فحسب.. وإنما أرى فيها حالة بلد.. وعدوان بشر على أطفال أبرياء.. أرى فيها حالة جهل وأمية وظلام يعانى منه قطاع عريض من بشر ينجب أطفالا بلا حساب ولا يكترث برعايتهم أو مستقبلهم.. ينجب أطفالا ليعذبهم فى حياتهم رغم أن الله سبحانه وتعالى خلق بنى آدم ليكرمه..

الناس تألمت لحال الطفل «أحمد».. ولكننى رغم شدة ألمى ووجعى للحرمان الذى يعانى منه الطفل.. إلا أن أهم ما استوقفنى هو حال أسرته الفقيرة.. «7 أشقاء وأم وأب قبل وفاته يعيشون فى غرفة واحدة»..

ملايين من سكان مصر يعيشون مثل هذه الأسرة.. وفى ظروفها المعيشية نفسها.. لأننا تركنا تجار الدين يستغلون جهل الناس ويجرونهم لحياة الظلام والفقر والتعاسة بتشجيع الإنجاب وزيادة النسل.

إن فقر وحرمان الأطفال وتشريدهم.. هو مسئولية الحكومة والناس التى تدمن الإنجاب عن جهل بلا حساب أو ضوابط..

مسئولية الحكومات المتعاقبة التى فشلت فى مواجهة الانفجار السكانى.. ولم تحاسب رب الأسرة الذى يشرد أطفاله.. ويكتفى فقط بإنجابهم دون مراعاة أحوالهم أو رعايتهم صحيًا وتعليميًا.

الحكومة مسئولة عن توفير الحد الادنى من الحياة الكريمة للناس خاصة الأطفال الأبرياء.. ولكن ماذا تفعل مع الانفجار السكانى.. وأفواه أكثر من 2 مليون مولود جديد سنويا؟

المسئولية مشتركة.. ويجب ان تخرج الحكومة من حالة الضعف والخوف فى مواجهة المشكلة السكانية.. لأنه لا يجوز ابدا ان ننجب اطفالا لنعذبهم او نشردهم..

واذا كان تقدم اى دولة يبدأ من التعليم والرعاية الصحية.. الا ان التعليم والصحة لا يمكن اصلاحهما فى ظل استمرار وتنامى الانفجار السكانى.