رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

اختلف سياسيون وبرلمانيون حول قانون بناء الكنائس.. ويطالبون بضرورة مراجعة قانونى حزب الوفد والمصريين الأحرار.. بدعوى أنه يلبى احتياجات الأقباط..ويتوافق مع الدستور الذى يرسخ المواطنة وينص على المساواة بين جميع المواطنين وعدم التفرقة أو التمييز بينهم.. فالقانون المطروح أثار غضب بعض السياسيين والبرلمانيين الذين يطالبون بتيسير إجراءات بناء الكنائس.

فى الحقيقة.. أننا نهتم ببناء الحجر بينما نتجاهل ضرورة بناء الإنسان.. فما أكثر المساجد والكنائس فى مختلف أحياء مصر.. ولكن نفتقد للمواطن الذى يتسلح بمبادئ الأديان السماوية فى العمل والإنتاج والطهارة والتسامح وحب الآخر.. والحفاظ على نظافة البلد.

إننى أحزن على وطنى عندما أجد مواطناً مسلماً أو مسيحياً يبدى تدينه..بينما يدمن إلقاء القمامة فى الشارع.. ويدمن التزويغ من العمل.. ويحمل كراهية وغلاً لأتباع الديانات الأخرى.. رغم أن الله قد خلق الناس مختلفين فى عقائدهم وأديانهم.. وألوانهم ولغاتهم.. وبصمات أصابعهم.

لقد أعجبنى للغاية كلام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى لقائه بالشباب المسلم والمسيحى.. قال شيخنا الكبير: إنه من المستحيل أن يحشد الناس فى عقيدة واحدة أو ثقافة واحدة.. وأن أى محاولة من هذا القبيل محكوم عليها بالفشل الذريع.. لأنها تسبح ضد إرادة الله سبحانه وتعالى.. وأن علاقة الناس والشعوب بعضها ببعض فى نصوص القرآن الشديدة الوضوح.. هى علاقة التعاون والتآخى والمنافع من أجل حياة الإنسان.. وإعمار الأرض.

كلام شيخ الأزهر تضمن رسالة واضحة نابعة من قيم الإسلام وسماحته..ومؤكداً أن الإسلام يوجه أتباعه إلى الانفتاح على أتباع موسى وعيسى عليهما السلام.. لدرجة الزواج والمصاهرة وعلاقة البر والمودة والرحمة.. فالإسلام يحرم إلحاق الأذى بأتباع الديانات الأخرى.

إننا يا سادة.. لا نحتاج لبناء أحجار جديدة تحت مسمى دور العبادة.. وإنما نحتاج لإعادة بناء البشر فى بلدنا.

إننا نرفع شعارات دينية.. ولكن لا نطبقها.. على عكس ما يجرى فى الدول المتقدمة التى ترسخ حرية الأديان وحق كل مواطن فى ممارسة شعائره.. لأن العبادة علاقة بين العبد وربه.. ولكن تلك الدول سبقتنا وتفوقت علينا لأنها استطاعت أن تبنى الإنسان.. وتطبق قيم العدل والمساواة والعمل والإنتاج والنظافة والجمال.. وكلها قيم تحث عليها الأديان السماوية التى ترفض الحقد والكراهية.

إننا بكل صراحة نضيع جهودنا فى نزاعات وخلافات تولد الكراهية والبغضاء.

إننا نحتاج لإعلاء قيم التسامح وحب الآخر.. وإطلاق حرية المواطن وحقه فى ممارسة شعائره دون المساس بحقوق الآخرين.. إننا نحتاج لبناء الإنسان الحر العاشق لوطنه.. المحب لعمله.. الحريص على نظافة بلده ونهضتها.

إننا نحتاج لبناء مواطن يتسلح بالعلم والعمل وحب الآخر.. مواطن ينبذ الكراهية والبغضاء.. ويتمسك بالقيم النبيلة.. ولا يشهر سلاحه فى وجه أخيه.. أو يتعمد العدوان على مواطن يختلف معه فى الدين.

إذا كان بناء الحجر مطلوباً لتدور عجلة الحياة.. إلا أن بناء المواطن السوى الصالح ضرورة حتمية تسبق الاهتمام بالحجر.. فالبشر قبل الحجر يا سادة.