رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من أخطر الأمور التى تواجه الوطن.. أن تنافق المواطن على حساب الوطن.. أو قيام الدولة بإرضاء فئة من الناس تحت أى مسمى بغض النظر عن المصلحة العامة.. أو محاولة استقطاب مجموعة من البشر على حساب جموع الناس.. فإذا أردنا دولة قوية حديثة فلابد أن نطبق القانون على الجميع بلا استثناء.. فالجهل لا يعفى من العقوبة.. والفقر لا يبرر السرقة والاعتداء على الآخرين.

تحطيم حدائق الأطفال بحى الأسمرات الجديد.. هو بداية لتحويل الحى السكنى الرائع إلى عشوائية جديدة.. وهو ما سبق أن حذرنا منه.. بعد نقل سكان منشية ناصر إليه..

سكان العشوائيات الغلابة من حقهم أن توفر لهم الدولة المسكن الملائم.. وقد اتخذت الدولة خطوة إيجابية رائعة ببدء نقل سكان العشوائيات إلى مساكن جديدة مثل الأسمرات.. ولكن الاكتفاء بنقلهم فقط دون حماية وصيانة المنشآت الجديدة سيؤدى إلى كوارث أولها إهدار الأموال التى أنفقت على هذه المساكن الجديدة ومرافقها.. ونقل ما كان يجرى فى الدويقة ومنشية ناصر وعزبة خير الله وغيرها من العشوائيات إلى هذه الأحياء الحديثة وكأننا لم نفعل شيئاً سوى إهدار أموال الشعب.

سكان الأسمرات اتهموا مجموعة من البلطجية باقتحام وتدمير حدائق الأطفال فى ظل غياب أمنى.. بينما نسمع أغرب رد من أسامة هلال رئيس حى المقطم الذى علق على الجريمة قائلًا: إن تحطيم الحديقة.. وما حدث مجرد شغب عيال.. وأن الأطفال أول مرة يلعبون فى حديقة مفتوحة.. وتعاملوا بعنف وبالأسلوب الذى تعودوا عليه.. وتشاجروا معًا ما أدى لتحطيم المرجيحة.. وفقاً لما نشرته بعض وسائل الإعلام.

قد يكون كلام رئيس الحى.. حقيقيًا.. ولكنه إذا كان بسيطًا من ناحية الشكل إلا أنه يمثل خطرًا بالغًا.. لأنه يعنى ببساطة أن السكان لن يحافظوا على مساكنهم والمنشآت الجديدة.

عندما افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى حى الأسمرات كان يهدف لتوفير حياة كريمة للغلابة والقضاء على العشوائيات.. ويجب أن يتكيف السكان مع الحى الجديد ويحافظوا عليه.. ولكن كلنا نعلم أن الأحياء العشوائية فيها الصالح والطالح.. وتضم أيضًا أشخاصاً أدمنوا البلطجة.. والعنف.. ولكن انتشار الجهل مع الفقر فى تلك المناطق يجعل العنف يسود.. ويصبح الفقير المهذب المتعلم مظلوماً لا يشعر بأمنه.. وهنا تأتى أهمية تطبيق القانون.

القانون يجب أن يطبق بصرامة لنحافظ على حى الأسمرات وغيره من الأحياء الجديدة التى ننقل إليها سكان العشوائيات.. ولا ينبغى التسامح مع أى مخالف إذا كانت لدينا رغبة حقيقية فى توفير حياة كريمة للسكان.. والحفاظ على المشروعات الجديدة.

التهاون فى تطبيق القانون سيقضى على أى محاولة للنهضة.. ويجرنا للوراء.. يجب على الدولة أن توفر وحدة لحماية الأسمرات وصيانتها وتمنع أى مخالفة حتى لو أدى الأمر لاستخدام القوة.. حتى نصوب سلوكيات الناس.. ونعلمهم كيف يحافظوا على المنشآت العامة والنظافة؟

الرغبة فى التطوير تتطلب الصرامة فى تطبيق القانون.. وإذا لم نفلح.. فلا تتحدثوا عن أى تطوير.. أو اصلاح.

إننى أشفق على الغلبان الذى يتطلع لحياة كريمة.. بينما تتحول حياته إلى جحيم بسبب جيرانه البلطجية