رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سأقطع أيادى الفاسدين.. ومن أخطأ يجب أن يأخذ عقابه.. ولن أتستر على فاسد أو مرتش تم ضبطه من جانب الجهات الرقابية.. هذه الكلمات جاءت على لسان وزير الصحة الدكتور أحمد عماد.. بعد أن تمكنت الرقابة الإدارية من ضبط الدكتور أحمد عزيز مستشار الوزير متلبساً برشوة تقدر بـ5 ملايين جنيه من إحدى شركات الأجهزة والمستلزمات الطبية لتوريد أجهزة لوحدات النخاع الشوكى بمستشفى معهد ناصر..!

فالوزير يتحدث عن عدم تستره على فساد بعد ضبط مستشاره.. وكأنه «نايم» فى بحر العسل لا يعرف شيئاً عن أقرب مستشاريه.

هذه الواقعة تؤكد سوء اختيار المستشارين والمساعدين للوزراء.. وأن بعض الوزراء يتركون مساعديهم أو مستشاريهم يفعلون ما يشاءون إما بحسن نوايا أو سوء قصد.. وفى أى حالة يظل الوزير فى قفص الاتهام إما بالشراكة أو الإهمال والتقصير.. وعدم معرفته بما يجرى فى وزارته.

للأسف.. دكتور كبير يتقاضى رشوة بالملايين.. فى وزارة مهمتها رعاية صحة المواطن.. بينما المواطن الغلبان لا يجد ثمن العلاج.. ونتركه فريسة للمرض حتى الموت.

ما حدث فى وزارة الصحة.. حدث فى بعض الوزارات الأخرى التى وقع بها فساد وسرقات واختلاسات وإهدار للمال العام.

ولكن شد انتباهى أن الذين يرفعون دائماً شعارات عن مكافحة الفساد ويتغنون بها ليلاً ونهاراً.. نكتشف أنهم أول الفاسدين.. واللصوص وكأنهم يريدون من خلال شعاراتهم وأصواتهم العالية إبعاد الشبهات عن أنفسهم.

ومنذ أيام دخلت إحدى الشركات.. فلم أجد موظفاً يتمتع بصوت حنجورى ينافس كلاكس السيارة ودائماً يتحدث عن ضرورة معاقبة المزوغاتية والمقصرين فى عملهم.. وعندما سألت زملاءه عنه.. قالوا إنه مزوغ اليوم!

الحناجر الصوتية التى تخدع البسطاء بشعارات زائفة.. سرعان ما تتساقط لأنها لا تستطيع أن تخدع الناس كل الوقت.. رغم أن هناك أناساً يعشقون من يخدعهم.. ويناورهم ويغشهم.. ولا يبتعدون عنهم إلا عندما تكون اللدغة قوية وخناجرهم طالت قلوبهم.. أو أصابت فلذات أكبادهم.

وما يجرى على الفضائيات من ترديد شعارات زائفة على ألسنة بعض الإعلاميين.. يدفع الناس لفقدان الثقة فى كل شىء.

فالإعلامى الذى يتحدث دائماً عن أهمية الأخلاق والروح الرياضية التى ينبغى أن تسود بين الناس.. يسقط فى بحر الردح.. والشتائم.. وتبادل اللكمات على الشاشة أمام المشاهدين.

والإعلامى الذى يحاول أن يرتدى ثوب الفضيلة أمام المشاهدين.. يكتشف المرء فى اليوم التالى أنه من الغشاشين الفاجرين.

عندما تفتح أبواب الفضائيات للراقصات والجهلاء وأنصاف المتعلمين لتقديم برامج فى أهم الأوقات.. وترك الساحة الإعلامية.. سداح مداح.. ولكل من هب ودب.. من المأجورين والمتآمرين.. فلا تتحدثوا عن قيم المجتمع.. أو الأمن القومى أو الرسالة الإعلامية الصحيحة.

عندما تكون هناك فوضى فى الإعلام.. فإننا نفسح المجال لمعاول الهدم.. والتخريب.. وإفساد كل عمل جميل وجليل.

[email protected]