عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ـ قبل أن تقرأ: من ادعول الله ان يرحمنا منهم وأن يستقيلوا ليسوا وزيرًا واحدًا فى الحقيقة، ولكنهم كل الوزراء العاجزٍون الفاشلين الذين لا يدركون أبعاد اللحظة الراهنة فى الوطن.. لحظة ملؤها مرارة.. طولها نزيف وعرضها عجز وعمقها مخاوف!

<>

ذهب صديقى الكاتب الصحفى سليمان جودة إلى شرم الشيخ قبل أيام وجاءنى صوته من هناك حزينًا مفعمًا بالمرارة! شعرت عبر الهاتف بالدموع تكاد تتساقط من عينيه وهو يحدثنى عما آلت إليه الأوضاع فى درة المدن السياحية فى عصر مبارك «اللامبارك».. مدينة «شرم الشيخ» الجميلة التى تحولت إلى مدينة «أشباح» لم يعد يهتم بها أحد أو يفكر فى إنقاذها احد!! وكأن «ذهبها الطبيعى» قد نضب.. وانخفض سعره إلى ما دون أسعار النفط!

من ذا الذى يريد لشرم الشيخ هذا المصير سوى العجزة والفشلة الذين لا يبتكرون الحلول ولا يستطيعون تغيير صور ذهنية خاطئة، باتت تشكل خريطة المدينة وتحكمها اقتصاديا ونفسيًا! مخطئ من يعيد أزمة شرم الشيخ إلى فترة نكبتها بالطائره الروسية.. فهل كانت نسب الإشغال والاعمال فى المدينة منذ انتخاب الرئيس السيسي- ولن اقول منذ ما بعد الثورة - نسبًا طبيعية تتناسب مع حجم الجمال والجلال الطبيعى الذى يزين درة المدن السياحية؟ أبدًا.. لم تكن تتناسب معها بأى قدر، فشرم الشيخ الجميلة، منجم الذهب الطبيعى لم تجد من يعيد لها الحياة بعد الثورة.. وكنت أظن -وبعض الظن ليس إثمًا- اننا وقت الأزمات نستطيع أن نستلهم روح المصرى الحقيقى ذى الإرادة الفولاذية والخيال الغنى، روح الشرق الفنان الذى يميز الأمة المصرية، باعتبارها جزءًا من الشرق الفنان الذى حدثنا عنه الدكتور زكى نجيب محمود.

من يستطيع أن يقول إن عشرات المحال التى أغلقت فى شرم الشيخ والليالى السياحية التى انخفضت إلى نسب متدنية، ما كانت لتجد العلاج لو أننا وضعنا خططًا محكمة للسياحة الداخلية والعربية وقمنا بحملات إعلامية مدروسه وجذابة تجذب المصريين إلى التمتع ببلدانهم ومدنهم السياحية التى لا يستطيعون اليها سبيلا فى الأيام العادية، كونها باهظة الكلفة على ميزانية الاسرة المصرية؟ 

ماذا لو أن وزارة السياحة بالتعاون مع الإعلام والثقافة ومجلس الآثار ومدينة الانتاج الإعلامى قدموا حلاً مبتكرًا وجديدًا كى تعاود المدينة بث اشعاعها الجميل على العالم مرة اخرى بثياب مصرية خالصة؟

من هو الاعلامى المحترم الذى ذهب إلى شرم الشيخ ليقدم برنامجه من على ضفاف خليج نعمة بشكل استثنائى؟ ما التليفزيون الذى قرر مديره ان يقدم برامج منوعات وترفيهة من شوارع ومدن وفنادق شرم الشيخ؟ أين برامج التليفزيون «الأم» المنوعة التى يتحفنا بها فقط وقت الأزمات ليحول انظارنا عن الحدث الرئيسى، وببثها يتجاهل هذه الأحداث على خطورتها مثل طعم البيوت وبرامج الموضة والطهى ونحو ذلك؟ 

ماذا لو أن وزارة الداخلية نظمت رحلات لأسر الشهداء والمصابين الذين سقطوا بفعل الارهاب الإخوانى الجبان إلى المدينة الجميلة؟ ألا يمكننا ان ننظم مهرجانا لتكريم شهداء الجيش والشرطة وجرحى الثورتين «يناير ويونيو» ومصابيهما، يحييه نجوم الغناء، مقابل ان تتكلف الفنادق بأجور معقولة للفرق الموسيقية؟ ألا تقومون  بشيء أيها السادة فى حب شرم الشيخ؟!

ماذا لو أعددنا خطة ثقافية محترمة بالتعاون مع هيئة السكك الحديدية وهيئة النقل العام، وهيئة الطيران المدنى لإقامة معرض للكتاب هذا العام فى مدينة شرم الشيخ ويدعى المثقفون المصريون والعرب والأجانب لحضوره هناك بأجور متنوعة متعددة، يدفعها كل حسب طاقته وقدرته المالية؟ 

تخيلوا لو أن أحدًا يحب شرم الشيخ ويريدها مدينة مبهجة ضاحكة مستبشرة متوهجة لا مدينة بائسة دامعة مقهورة، هل كان يتركها فريسة لهذا المصير؟

بعد أن قرأتم : للمقال بقية نعم.. لكن الفشل الذريع الذى يلاحق الجميع، وزراء ومسئولين عن السياحة والثقافة والاعلام يدفعنا لأن نقول لهم إن حب مصر بالأفعال لا بالأقوال، لكننا لم نرّ فى عيونكم سوى أنات الخوف والفزع والهزيمة أمام الإرهاب، حتى إنكم اكتفيتم بالولولة والبكاء فقط على الموسم السياحى- بل والمواسم - التى دمرها الإرهاب!

استقيلوا يرحمنا منكم الله!