رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

زيارة المقابر.. بين الوفاء للأموات والحنين للماضى

زيارة المقابر
زيارة المقابر

عقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحاً.. عشرات من السيدات ارتدين جلبابًا فضفاضًا باللون الأسود يترجلن إلى المقابر فى وفود حاشدة.. البعض منهن يحرصن على قراءة القرآن داخل القبر وآخريات يوزعن بعض من أقراص المخبوزات «رحمة ونور».

 

مشاهد يمكنك أن ترصدها فى قرى محافظات الصعيد مع ثانى أيام العيد، ومن قرية النزلة المستجدة بمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط نرصد أجواء الوفاء للأموات على أبواب المقابر.

 

تمسك بيديها المصحف وترتل آيات القرأن على والدتها التى توفيت منذ 15 عامًا، تدمع عيناها قليلاً وتتذكر ذكرياتها مع والدتها التى كانت عونًا لها وسندًا بعد وفاة والدها منذ نعومة أظافرها.

 

«أبويا مات وكان عندى 4 سنين.. وأمى اللى ربتنى لحد ما أتجوزت».. بهذه العبارة استهلت «جملات» حديثها وقالت إنها حريصة على زيارة والدتها ووالدها فى المقابر مع كل عيد أو مناسبة، وتابعت: «بحس إنهم بيردوا عليا الكلام لما بتكلم معاهم».

 

تستكمل صاحبة الأربعين عامًا حديثها، وقالت إنها حريصة على غرس قيم الوفاء للأموات مع أبنائها ليكونوا أوفياء لها بعد موتها على حد قولها.

«مهما كانت مشاغل الحياة.. الوفاء للأموات شىء مقدس».. قالتها «سلوى» وهى جالسة على قبر والدها ووالدتها وشقيقها، تشير إلى أنها مثل غيرها من السيدات اللاتى يحرصن على الوفاء للأموات فى المناسبات مهما كانت مشاغل الحياة وضغوطاتها.

 

وتابعت: «مش بس القعدة هنا بتفكرنا بالأيام الحلوة ولمة العيلة لا .. دى فيها موعظة ودروس للحياة».

 

كثير من الأطفال يلهون على أبواب المقابر بصحبة أمهاتهن.. وببعض الألعاب يقضون أوقاتهم حتى الظهيرة ثم يعودوا إلى منازلهم بعد قضاء فترة الصباح مع امهاتهن على المقابر.

 

«على».. أحد الأطفال اللذين يلهون على المقابر، قال، إنه يأتى مع والدته كل عام فى عيد الفطر ليقرأ الفاتحة على والده الذى تركه وهو فى سن العاشرة من عمره، وتابع: «لما باجى بفتكر أيامى الحلوة مع بابا لما كان بيجبلى لعب ويدينى العدية وببكى شوية وماما بتحايلنى».

 

يصمت الطفل قليلاً ويتذكر حديث والدته له وقال: «ماما بتقولى إن بابا بيسمعنا من تحت القبر.. فبتكلم معاه وبقله وحشتنى يا بابا بس مش بيرد عليا».

 

الأمر نفسه لـ الطفل يوسف، قال إنه يأتى لزيارة والدته التى توفيت فور ولادته وأصبح تحت رعاية جدته لوالده.

 

«بكلم ماما هنا كل عيد بقلها كان نفسى أشوفك مرة قبل ما تموتى».. كلمات قالها الطفل تضرم القلوب حزنًا خاصة حينما قال إنه يصحب صورة والدته معه وهو يزور قبر والدته ويحاول أن يحادثها واضعًا الصورة أمامه على قبرها.

 

«مش عارف ساعات بحلم بيها فى المنام وبتكلمنى».. يستكمل الطفل حديثه ويقول إنه يشعر بتواصل والدته معه فى الحياة وتهمس له بحديث خلال نومه ويزيد شعوره ذلك حينما يصل إلى القبر.