رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

مكان أكثر برودة على سطح الأرض فى شتاء 2023

قرية أويمياكون
قرية أويمياكون

 انقلاب شتوي لعام 2022، في انتظار النصف الشمالي للكرة الأرضية، وسوف يواجه فيه العالم العربي تدني درجات الحرارة والأجواء الباردة التي تصل إلى ما دون الصفر المئوي في بعض المواقع، ورغم البرودة يعتبر الأمر مختلف في إذا تعرفنا على دؤجة حرارة قرية " أويمياكون " الروسية، وهى أبرد مكان يعيش فيه البشر على كوكب الأرض.

 

 قالت الجمعية الفلكية بجدة، إن"أويمياكون" هى قرية صغيرة تقع في قلب سيبيريا، على بعد 3000 كيلومتر من القطب الشمالي، يواجه سكانها خلال الشتاء مشاكل كثيرة بسبب شدة الصقيع وموجات الثلج، إلا أنهم يواصلون حياتهم بشكل عادي.

 

 وأوضحت الجمعية، أن كلمة "أويمياكون" تعني باللغة الروسية، المياه التي لا تتجمد، نسبة إلى ينبوع ساخن يقع بالقرب من القرية، والماء هناك لا يتجمد حتى عندما تصل درجة الحرارة في الخارج إلى الستين درجة تحت الصفر، بسبب أن الأرض في هذه المنطقة متجمدة إلى مدى بعيد داخل القشرة الأرضية حتى عمق 1500 متر وبالتالي يزداد حجمها وتتمدد مما يسبب اندفاع الماء من الأعماق إلى السطح.

 

 اقرأ أيضًا: تعامد القمر الأحدب على سماء مكة المكرمة.. الجمعية الفلكية تكشف التفاصيل

 

 وعام 1924 سجلت أدنى درجة حرارة على الإطلاق، ووصلت درجة الحرارة الى 71.2 درجة مئوية تحت الصفر، وفي عام 1933م وصلت درجة الحرارة 67.7 درجة مئوية تحت الصفر، وهى درجات حرارة جعلت منها أبرد مدينة مأهولة على وجه الأرض، إذ تشهد سبعة شهور شتوية من السنة، تبقى فيها درجة الحرارة دون الصفر المئوي.

 

 وفي باقي أشهر السنة، الطقس عبارة عن صيف دافيء نوعًا ما، وذلك بسبب عمليات التبخر للثلوج المكدسة يكون الصيف في هذه القرية أكثر رطوبة من الشتاء، في الشتاء يكون طول النهار 4 ساعات فقط، أما في الصيف فيصل طوله إلى 18 ساعة.

 

 يواجه سكان أويمياكون في حياتهم اليومية الكثير من الصعاب والتحديات والمعوقات، نظرًا لانخفاض درجة الحرارة الحاد، وقساوة الطقس، ومشكلة انقطاع الاتصالات عن المنطقة، وانعزالها عن العالم، إلا أنهم تمكنوا من التكيف مع هذه الأجواء المناخية السيئة.

 

 الشوارع دائمًا ما تكون خالية، وغالبية الأهالي يمكثون في بيوتهم، ويعتمدون في غذائهم على الأكلات الدسمة واللحوم التي تمدهم بالطاقة والدفء في هذا البرد الذي يعيشونه.

 

 كما يُعاني سُكان المنطقة من تجمد الأطعمة بشكل دائم، والمفارقة الطريفة هنا أنهم يستخدمون الثلاجات لحفظ الأطعمة، ومنعها من التجمد، هل تعلم أن درجة حرارة آلفريزر الذي نستخدمه في منزلنا هو (-20) درجة مئوية؟

 

 ولفتت الجمعية الفلكية أن أبرز المشاكل التي يعانيها سكان تلك المنطقة، أنه في حال خرج أحدهم واضعًا نظاراته،

قد يلتصق على أنفه بسبب الطقس الجليدي، وإذا لم يتم وضع غطاء للسيارات عند ركنها، يصبح من المستحيل تشغيلها، ولا يمكن للسيارات أن تركن إلا في كراجات مدفأة، أما السيارات التي تكون في الخارج فعليها أن تبقى تعمل، وإلا سيمنع البرد عودتها للحياة.

 

 وللحفاظ على المياه الساخنة المتدفقة إلى المنازل، تشعل محطة توليد الكهرباء المحلية، الفحم، وعندما تتأخر شحنات الفحم تستخدم الحطب، وفي حالات أنقطاع التيار الكهربائي الذي يستمر عادة لخمس ساعات، تتجمد الأنابيب وتتشقق، كما يتجمد الحبر داخل الأقلام الأمر الذي يجعلها تتوقف عن الكتابة.

 

 وأشارت الجمعية إلى أن سكانها يحاولون التحايل على موجات الصقيع القاتلة، عبر شرب (روسكي شاي)، وهو شاي روسي يسهم بتخفيف وطأة البرد القارس، ويتناوله سكان أويمياكون، إضافة الى المشروبات الروحية، ويوجد دكان صغير فقط لتوفير اللوازم الضرورية اليومية.

 

 لا تزال معظم المنازل في المدينة تستخدم الفحم والخشب للتدفئة، ولا يتمتع سكانها بوسائل الراحة الحديثة إلا بنسبة قليلة، كما لا يوجد أي تغطية لخدمات الهاتف النقال، وحتى إن وجدت، فلن تكون نافعة إذ أن معظم الأجهزة الإلكترونية تتوقف عن العمل عند انخفاض درجات الحرارة لدرجة التجمد، فقد فشلت كل شركات الاتصالات بتشغيل شبكات الهاتف الجوال في المنطقة نتيجة تجمد أبراج الاتصالات.

 

 وحتى وقتنا هذا تفتقر القرية لأدنى التسهيلات، ولا تملك إلا فندقًا واحدًا، لا توجد فيه لا مياه ساخنة، ولا مراحيض داخلية، فمعظم الحمامات بُنيت في الخارج، لأن الأرض المتجمدة تجعل من المستحيل تقريبًا بناء شبكة سباكة في الأماكن المغلقة.

 تتسبب موجة الثلوج التي تجتاح أوروبا الغربية في إغلاق المدارس لأيام عدة، لا تغلق مدرسة أويمياكون الوحيدة إلا عندما تصل درجات الحرارة إلى 52 تحت الصفر.