رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمات القضاه تُزلزل جدران المحاكم قبل الأحكام| أخرها قضية الطفلة روجينا

محكمة
محكمة

اغتصاب وقتل بدم بارد، وذبح في وسط الطريق، وغيرها من قضايا أثارت الرأي العام والعالم العربي وبثت الرعب في قلوب الجميع، ولكن كان رد القضاء فيها عادلًا ورادعًا لكل من تسول له نفسه في ارتكاب جرم، معتقدًا أنه لا رادع له أو محاسبة، ولم يكتفي القضاة بالحكم بل في أبرز القضايا  للقضاة كلمات قوية أقسى من الحكم نفسه على المُجرم، تهز وجدان الحضور وجدران المحاكم.

 

اقرأ ايضا : إعدام عامل وزوجته قتلا طفلة بالمنصورة والمؤبد لوالدتها

 

قضية الطفلة روجينا :

 

 "أشباهُ آدميينَ"

وخلال النطق بالحكم اليوم في قضية مقتل الطفلة روجينا، ألقى المستشار بهاء المرى رئيس الدائرة الرابعة بجنايات المنصورة كلمة المحكمة قبل النطق بالحكم .

 

وقال القاضي في كلمة مصورًا بشاعة ما حدث للطفلة روجينا :

 أشباهُ آدميينَ، جَثَوا لفُحشٍ جَماعيِّ، أمامَ طفلةٍ في الخامسةِ، لا تُدركُ ماذا تقولُ وماذا تُمسِك، فراحَت تَقُصُّ من أحداثِ الرذيلةِ ما رأت، وتحكي من فُحشِ القولِ ما سمِعَت فكان جَزاؤها التعذيبُ، ثم القتلُ البشِع

 

الأمُّ تَحْرقُ في الجَسدِ الهزيلِ بلهَبِ ولاَّعة، وعَشيقُها بإطفاءِ السَجائِرِ، وسَكْبِ الشَمعِ المُسَيَّحِ على مَوطن العِفَّة، والطفلةُ المِسكينةُ من شِدةِ التعذيبِ تَتلوَى

 

ولم يَكتفُوا، اقترحَ العَشيقُ إبعادَها عن مَسرح الرذيلةِ، وصَادَفَ الاقتراحُ لدَى الأمِّ هَوَى، فَسلَّمتهُ فِلذةَ كبِدِها، بيدَ أنه وعَشيقةٌ ثانية، كانا قد أضمَرَا قتلَها، حبساها أربعينَ ساعةً في حقيبةِ سيارةٍ حتى لفظت أنفاسَها، فصَعدَت الرُوحُ إلى بارئها، لا راضيةً ولا مَرضية، بل شاكيةٌ إليه ما كان مِن أمْر البَشَر، ناقمةٌ على أرضٍ احتمَلت وطأَهُم عليها

 

إنَّ المَحكمةَ تَستشعرُ الآنَ الزُعرَ البادي في عَينيها وقتَها، تَحِسُ ارتجَافَ قلبُها ساعَتها، تَستَحضرُ ارتعادَ جَسدِها تحت نِير التعذيب لحظتَها، تَسمَعُ حَشرجةَ أنفاسِها تُلفَظُ رُويدًا رُويدً في حقيبةِ السيارةِ

 

والمحكمةُ الآنَ تَسألْ: أينَ كان قلبُكِ يا أمَّها؟!

 

جُرمٌ غريبٌ على مُجتمعِنا، تَحَرَّوا يا عُلماءَ الاجتماع وعلمِ النَفسِ أسبابَه، حَلِّلوا دوافعهُ، واقترحوا لهُ العلاجَ الشافي

 

أفعالٌ دَخيلةٌ على قِيَمِنَا، لم يَعُد مَعها بيانُ الحَلالِ والحَرامِ للناسِ كافيًا؟ إنَّ المَطلوبَ الآنَ، أنْ يُحِبَّ الناسُ الحَلالَ ويَكرَهوا الحَرام، فمَن عَرَفَ الحُكمَ  فقط  قَسَى قلبُه، ومَن عَرَفَ عِلةَ الحُكمِ رَقَّ قلبُه

 

إنَّ المحكمةَ وهي بصددِ تقدير العقابِ استَعصَت عليها الرَّحمَة، فأبَتْ أنْ تُسدِلَ على المُتهمِينَ سَتائِرَها، فأنزلَت بكل منهم حَدَّ العقابِ الأقصَى المُقرَّر لجريمته

 

وفي النهاية حكم القاضي بأخذِ رأي فضيلة مُفتي الجمهوريةِ، بالنسبةِ للمتَهمَين الرئيسيين محمد عاطف فايد سالم عمار وشهرته "ميزو" وكريمة سيد رشوان زيدان وشهرتها "أنوش" بالإعدام، وبالسجن لباقي المتهمين .

 

 

قضية نيرة أشرف :

 

" الإنسان مات في ذاتك "

قررت محكمة جنايات المنصورة، برئاسة المستشار بهاء الدين المري، إحالة أوراق المتهم بقتل نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة، والتي قتلت غدرًا على يد زميلها أمام بوابة مجمع كليات الجامعة، إلى فضيلة المفتى.

 

كلمة المستشار بهاء للمُجرم قبل النطق بالحكم :

لقد أصبت الإنسانية في أعز مقدساتها، ثم قسي قلبك بعد ذلك فقتلت نفساً ومن الذي (طعنت ونحرت)، وزعمت أنك كنت تحبها، وكنت أنت أكثر الناس كرهًا وبغضًا لها، لم يكن  ذاك حباً في الحجر الذي بين أُضلعيك، ما الذي كان يجر في عروقك؟! لو كان دماً لما طعنت ونحرت إنسانة ادعيت كذباً حبك لها.

 

ألم تعود قبل جريمتك إلي صوابك؟  كلا لئن الإنسان مات في ذاتك، فقد يكون في موتك بهذا القضاء عظة وعبرة وردع للناس خير من حياتك

لجريمتك، بحق المجتمع إعمالاً لقوله تعالي  (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ)  وقول الحق سبحانه وتعالي (وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ) ، رُفِعَت الأقلام وجَفَّت الصُحُف.

 

 

قضية اقتحام الحدود :

 

" فئة محسوبة على الوطن "

كان للمستشار محمد شيرين فهمى بقضية "اقتحام الحدود الشرقية"، كلمات قوية لكل من باع وطنه، موضحًا بشاعة الجرم الذي ارتكبوه الجناة.

 

جزء من كلمات المستشار قبل النطق بالحكم:

"إن من أبشع مظاهر التنكر لفضل الوطن على المواطن، أن تأتي الإساءة للوطن على يد من ينتمون إليه اسمًا، ويتجردون من مسئولية هذا الانتماء فعلًا و سلوكًا و ممارسة، فئة محسوبة على الوطن".

 

"انشقت عن الإجماع وانحرفت عن جادة الصواب، واختارت الوقوف مع الأعداء في خندق التآمر على الوطن و المواطنين، إن حب الوطن والانتماء إليه فرض، والدفاع عنه شرف، إنه ليس مجرد شعار يمكن خلال تبنيه تحقيق بعض المكاسب الشخصية، بل هو استعداد لتحمل ما قد يترتب على هذا الانتماء من واجبات أقلها التصدي لكل ما يواجه هذا الوطن من مخاطر والتصدي للتطرف و الإرهاب، باعتبارهما وسيلتين مدمرتين لكل قيم الخير و الأمان".

 

قضية اغتصاب أب لطفلته :

 

"جئتَ ما لم يُؤتَ في عصر الجُهلاء"

في كلمات قوية قالها المستشار بهاء الدين المري، رئيس محكمة جنايات المنصورة بمحافظة الدقهلية، العام الماضي، وجهها إلى ‏مغتصب ابنته قبل النطق بحكم إعدامه شنقًا بإجماع الآراء، وبعد الاطلاع على رأي مفتي الجمهورية.

 

"جَثوتَ للرَّذيلةِ بين يَدَيْ أولادِكَ، وفَسَقْتَ بإحدَى البَنات، وجئتَ ما لم يُؤتَ في عصر الجُهلاء، وأَدَ أهلُ الجاهليةِ البَناتِ، ولكنَّ أحدَهُم لم يَطَأ بنتَه، أمَّا أنتَ، فوَطَأتَ بنتَكَ، نَهَشْتَ لَحْمَك، ذبَحتَ الأُبُـوَّةَ وأحَلتَ رابطَةَ الدَمِ إلى مَاءٍ مَهين، ومن عَجَبٍ أنَّ تَحتَكَ زَوجَتين في عِصمَتك".

 

"إنَّ المَحكمةَ بصَددِ المُداولةِ، لم تَجِدْ لكَ سَبيلاً للرأفة، ولا مُتسعًا للرحمة، فَحَقَّ عليكَ حَدُّ العقاب الأقصَى لاغتصَاب الأصُولِ للفروعِ جَزَاءً وفاقًا، وهو ما اقتَضَي أخْذَ رأيِ فضيلةِ مُفتي الجُمهورية، فأجَازَهُ شَرعًا، لإفسَادِكَ في الأرض".  

 

"فمَثَلُكَ، كمَثَلِ وَرَم خَبيثٍ في جِسْم هذا المُجتمع، وجَبَ أن يُجتَثَّ ليُوقَى سُمَّه، والقُضاةُ أُسَاةُ المُجتمع؛ فحقَّ عليهم اجتثاثُه، فقد يكونُ في مَوتِـكَ بهذا القضاءِ، عِبرةٌ للناسِ خَـيرٌ من حياتِك".